مسيحية ـ جاثليقية ، وبقيام أبداننا (١) ، والحيوة أبد الآبدين (٢) » .
هذا هو المجمع الأول وكم من مجمع بعد ذلك عقدوه للتبري عن المذاهب المستحدثة كمذهب النسطورية واليعقوبية والأليانية واليليارسية والمقدانوسية والسباليوسية والنوئتوسية والبولسية وغيرها .
ومع هذا كانت الكنيسة تقوم بالواجب من مراقبتها ، ولا تتوانى ولا تهن في دعوتها ، وتزيد كل يوم في قوتها وسيطرتها حتى وفقت لجلب سائر دول اوروبا إلى التنصر كفرنسا والإنجليز والنمسا والبروس والإسبانيا والبرتغال والبلجيك وهولندا وغيرهم إلا الروسيا أواخر القرن الخامس الميلادي سنة ٤٩٦ .
ولم تزل تتقدم وترتقي الكنيسة من جانب ، ومن جانب آخر كانت تهاجم الامم الشمالية والعشائر البدوية على الروم والحروب والفتن تضعف سلطنة القياصرة ؛ وآل الأمر إلى أن أجمعت أهل الروم والامم المتغلبة على إلقاء زمام امور المملكة إلى الكنيسة كما كانت زمام امور الدين بيدها فاجتمعت السلطنة الروحانية والجسمانية لرئيس الكنيسة اليوم وهو « البابا جريجوار » وكان ذلك سنة ٥٩٠ الميلادية .
وصارت كنيسة الروم لها الرئاسة المطلقة للعالم المسيحي غير أن الروم لما كانت انشعبت إمبراطوريته إلى الروم الغربي الذي عاصمتها روما ، والروم الشرقي الذي عاصمتها قسطنطينية كانت قياصرة الروم الشرقي يعدون أنفسهم رؤساء دينيين لمملكتهم من غير أن يتبعوا كنيسة روما وهذا مبدأ انشعاب المسيحية إلى الكاثوليك ، أتباع كنيسة روما والأورثوذكس ، وهم غيرهم .
وكان الأمر على ذلك حتى إذا فتحت قسطنطينية بيد آل عثمان ، وقتل القيصر « بالي اولوكوس » وهو آخر قياصرة الروم الشرقي وقسيس الكنيسة اليوم ( قتل في
__________________
(١) أورد عليه أنه يستلزم القول بالمعاد الجسماني والنصارى تقول بالمعاد الروحاني كما يدل عليه الانجيل . وأظن أن الانجيل انما يدل على عدم وجود اللذائذ الجسمانية الدنيوية في القيامة ، وأما كون الانسان روحاً مجرداً من غير جسم فلا دلالة فيه عليه بل يدل على أن الانسان يصير في المعاد كالملائكة لا ازدواج بينهم وظاهر العهدين أن الله سبحانه وملائكته جميعاً أجسام فضلاً عن الانسان يوم القيامة .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني .