يصنعه ، عظيمة جثته ، جيدة صنعته ، وفي سيمائه آثار الجلالة ظاهرة ، ماهوم مصنوع من الذهب والفضة يكاد سنا برقه يذهب بالبصر ، وقد أقعد على فيل هو من أحسن المصنوعات وأجودها ، بطنه خال ، وربما أحس الناظر من بطنه ضوءاً هو مرصعة بالأحجار الثمينة المتلألئة ، يرى باطنه من ظاهره ، ولا يوجد له في جودة الصنعة نظير .
ولما كانت آلهة المسلمين يوحون اليهم في مواقع الشدة ، وقد انهزم المسلمون في بعض حروبهم ، بعث قائد القوم واحداً في طلب إلههم الذي كان بمكة ( يعني محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ) ، يروي بعض من شاهد الواقعة : أن الإله ( يعني محمداً ) جائهم وقد أحاط به جم غفير من أتباعه وهم يضربون الطبول والعيدان والمزامير والبوقات المعمولة من فضة ويتغنون ويرقصون حتى أتوا به إلى المعسكر بسرور وترح ومرح ، وقد كان خليفته منتظراً لقدومه ، فلما رآه قام على ساقه ، واشتغل بعبادته بخضوع وخشوع .
ويذكر « ريشار » أيضاً في وصف وحي الإله ( ياهوم ) الذي سمعت وصفه فيقول : « إن السحرة سخروا واحداً من الجن وجعلوه في بطن ذلك الصنم ، وكان ذلك الجني يرعد ويعربد أولاً ثم يأخذ في تكليم المسلمين وهم ينصتون له » .
وأمثال هذه الطرف توجد كثيراً في كتبهم المؤلفة في سني الحروب الصليبية أو المتعرضة لشؤونها وإن كان ربما أبهتت القاري وأدهشته تعجباً وحيرة ، وكاد أن لا يصدق صحة النقل حين يحدث له أمور لم يشاهدها مسلم في يقظة ولا رآها في نومة أو نعسة .
وثالثاً : أن يتحقق الباحث المتدبر كيفية طرق التطور على الدعوة المسيحية في مسيرها خلال القرون الماضية حتى اليوم ، فإن العقائد الوثنية وردت فيها بخفي دبيبها أولأ بالغلو في حق المسيح عليهالسلام ثم تمكنت فأفرغت الدعوة في قالب التثليث : الأب والإبن والروح ، والقول بالصلب والفداء ، واستلزم ذلك القول برفض العمل والاكتفاء بالاعتقاد .
وكان ذلك أولا في صورة الدين وكان يعقد أزمتهم
بالكنيسة بإتيان أشياء من صوم وصلوة وتعميد لكن لم يزل الإلحاد ينمو جسمه ويقوي روحه ويبرز الانشعابات حتى ظهرت البروتستانت ، وقامت القوانين الرسمية مقام الهرج والمرج في السياسات مدونة على أساس الحرية في ما وراء القانون ( الأحكام العملية المضمونة الإجراء ) فلم
يزل