بولس الحواري وأعضاده فلو أنهم سموا هذه المدنية الحاضرة التي تعترف الدنيا بأنها تهدد الانسانية بالفناء « مدنية بولسية » كان أحق بالتصديق من قولهم : إن المسيح هو قائد الحضارة والمدنية الحاضرة وحامل لوائها .
( بحث روائي )
في تفسير القمي في قوله تعالى : ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب الآية : إن عيسى لم يقل للناس : إني خلقتكم فكونوا عباداً لي من دون الله ، ولكن قال لهم : كونوا ربانيين أي علماء .
أقول : وقد مر في البيان السابق ما يؤيده من القرائن ، وقوله : لم يقل للناس : إني خلقتكم ، بمنزلة الاحتجاج على عدم قوله ذلك أي لو كان قال لهم ذلك لوجب أن يخبرهم بأنه خلقهم ولم يخبر ولم يفعل .
وفيه أيضاً في قوله تعالى : ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً الآية ، قال : كان قوم يعبدون الملائكة ، وقوم من النصارى زعموا أن عيسى رب ، واليهود قالوا : عزير ابن الله فقال الله : ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً .
أقول : وقد تقدم بيانه .
وفي الدر المنثور أخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : قال أبو رافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من اليهود ، والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودعاهم إلى الإسلام : أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم ؟ فقال رجل من أهل نجران نصراني ، يقال له الرئيس : أو ذاك تريد منا يا محمد ؟
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : معاذ الله أن نعبد غير الله أو نأمر بعبادة غيره ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني ، فأنزل الله من قولهما : ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب ـ إلی قوله ـ : بعد إذ أنتم مسلمون .
وفيه أيضاً وأخرج عبد بن حميد عن الحسن
، قال : بلغني أن رجلاً قال : يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك ؟ قال : لا ولكن أكرموا