نسبيان كما عرفت فيما تقدم ، فكل مرتبة عليا هي مطلع بالنسبة إلى السفلى .
والمطلع إما بضم الميم وتشديد الطاء وفتح اللام اسم مكان من الإطلاع ، أو بفتح الميم واللام وسكون الطاء اسم مكان من الطلوع ، وهو مراد الله من العبد بها كما ذكره عليهالسلام .
وقد ورد هذه الامور الأربعة في النبوي المعروف هكذا : إن القرآن انزل على سبعة أحرف ؛ لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع . وفي رواية : ولكل حد ومطلع .
ومعنى قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ولكل حد مطلع على ما في إحدى الروايتين : أن لكل واحد من الظهر والبطن الذي هو حد مطلع يشرف عليه ، هذا هو الظاهر ، ويمكن أن يرجع إليه ما في الرواية الاخرى : ولكل حد ومطلع بأن يكون المعنى : ولكل منهما حد هو نفسه ومطلع وهو ما ينتهي إليه الحد فيشرف على التأويل ، لكن هذا لا يلائم ظاهراً ما في رواية علي عليهالسلام : ما من آية إلا ولها أربعة معان « إلخ » إلا أن يراد أن لها أربعة اعتبارات من المعنى وإن كان ربما انطبق بعضها على بعض .
وعليهذا فالمتحصل من معاني الامور الأربعة : أن الظهر هو المعنى الظاهر البادیء من الآية ؛ والباطن هو الذي تحت الظاهر سواء كان واحداً أو كثيراً ، قريباً منه أو بعيداً بينهما واسطة ؛ والحد هو نفس المعنى سواء كان ظهراً أو بطناً والمطلع هو المعنى الذي طلع منه الحد وهو بطنه متصلاً به فافهم .
وفي الحديث المروي من طرق الفريقين عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : انزل القرآن على سبعة أحرف .
اقول : والحديث وإن كان مروياً باختلاف ما في لفظه ، لكن معناها مروي مستفيضاً والروايات متقاربة معنى ، روتها العامة والخاصة . وقد اختلف في معنى الحديث اختلافاً شديداً ربما انهي إلى أربعين قولا ، والذي يهون الخطب أن في نفس الأخبار تفسيراً لهذه السبعة الأحرف وعليه التعويل .
ففي بعض الأخبار : نزل القرآن على سبعة أحرف أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل ، وفي بعضها : زجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال .