فقد ذهب أكثر العلماء إلى نسخها بقوله تعالى :
أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ٥٨ : ١٣.
فقد استفاضت الروايات من الطريقين : أن الآية المباركة لما نزلت لم يعمل بها غير علي عليهالسلام فكان له دينار فباعه بعشرة دراهم ، فكان كلما ناجى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قدم درهما حتى ناجاه عشر مرات.
أحاديث العمل بآية النجوى :
روى ابن بابويه بإسناده عن مكحول قال :
« قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه ليس فيهم رجل له منقبة إلا قد شركته فيها وفضلته ، ولي سبعون منقبة لم يشركني أحد منهم ، قلت : يا أمير المؤمنين فأخبرني بهن ، فقال عليهالسلام : وإن أول منقبة ـ وذكر السبعين ـ وقال في ذلك : وأما الرابعة والعشرين فإن الله عز وجل أنزل على رسوله : إذا ناجيتم فكان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيت رسول الله أتصدق قبل ذلك بدرهم ، والله ما فعل هذا أحد غيري من أصحابه قبلي ولا بعدي فأنزل الله عز وجل : ءأشفقتم .. (١).
وروى ابن جرير بإسناده عن مجاهد قال :
قال علي رضي الله عنه آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلى ولا يعمل
__________________
١ ـ تفسير البرهان ج ٢ ص ١٠٩٩.