فرق ، فأما فرقة فيلحقون بالبادية ، وأما فرقة فيلحقون بالكوفة ، وأما فرقة فيلحقون بهم ، ثم يمكثون سنة ، فيبعثون إلى أهل الكوفة : إما أن تخلوا لنا أرضكم وإما أن نسير إليكم ، فيتفرقون على ثلاث فرق ، فتلحق فرقة بالشام ، وفرقة تلحق بالبادية ، وفرقة تلحق بهم ، قال : فقدمنا على عمر فحدّثناه بما سمعنا من عبد الله بن عمرو فقال : عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول ، ثم نودي في الناس أن الصلاة جامعة ، فخطب عمر الناس فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى يأتي أمر الله ». فقلنا : هذا خلاف حديث عبد الله بن عمرو ، فلقينا عبد الله بن عمرو فحدّثناه بما قال عمر ، فقال : نعم ، إذا جاء أمر الله جاء ما حدّثتكم به ، قلنا : ما نراك إلا صدقت (١).
[٢٢] ـ عن فرات القزاز ، عن أبي الطفيل ، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال : أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عليّة ونحن نتذاكر فقال : « ما ذا تذكرون »؟.
قلنا : نتذاكر الساعة ، قال : « فإنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات : الدخان ، والدجال ، وعيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها. وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب. وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن أو اليمن تطرد الناس إلى المحشر ، تنزل معهم إذا نزلوا ، وتقيل معهم (٢) إذا قالوا » (٣).
__________________
(١) أخرجه ابن جرير وصحّحه كما في الكنز.
وأخرجه البخاري في تاريخه ( ٤ / ١٢ ) مختصرا. وقال : يقال : سليمان وحجير وحريث إخوة قال : ولا يعرف سماع قتادة من ابن بريدة ولا ابن بريدة من سليمان.
[٢٢] الدرّ المنثور ( ٣ / ٣٩٥ ).
(٢) قوله : وتقيل معهم ، من القيلولة.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفتن وأشراط الساعة : باب في الآيات التي تكون قبل الساعة.
وأخرجه أبو داود في السنن كتاب الملاحم : باب أمارات الساعة.
وأخرجه الترمذي في جامعه كتاب الفتن : باب ما جاء في الخسف.
وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب الفتن : باب أشراط الساعة.
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب التفسير كما في تحفة الأشراف ( ٣ / ٢٠ ).
وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ( ٤ / ٦ ـ ٧ ).