خفّ فأنا لئيم » (١).
ولعل من أجلىٰ مظاهر التغيير الإجتماعي الذي أحدثه الإيمان أنّ أفراداً كانوا في أسفل السلّم الاجتماعي قبل الإسلام أصبحوا ـ علىٰ حين غرة ـ بعد الإسلام في مواقع اجتماعية عالية يتزوجون من بيوتات مرموقة ، يقول الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنَّما زوّجت مولاي زيد بن حارثة زينب بنت جحش ، وزوّجت المقداد ضباعة بنت الزبير لتعلموا أنّ أكرمكم عند الله أحسنكم إسلاماً » (٢). كما تبوأ البعض مناصب رفيعة كبلال الحبشي الذي أصبح مؤذناً للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم. وكان أُسامة بن زيد شاباً يافعاً فأصبح قائداً عسكرياً أناط به الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قيادة الجيش الإسلامي المتجه إلىٰ « مؤتة » لمواجهة دولة عظمىٰ هي دولة الروم ، وأدخل تحت إمرته أبا بكر وعمر وكبار المهاجرين والأنصار.
زد علىٰ ذلك دفع الإيمان علىٰ إقامة عادات وتقاليد جديدة بدلاً من التقاليد البالية التي تمجّد الثراء والرفعة فقد ترك الدين بصماته وآثاره حتىٰ علىٰ مراسم الزواج وعاداته فبينما كان معيار الاختيار يتم علىٰ أساس المال والثروة والجاه غدا يتمحور علىٰ التقوىٰ والفضيلة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من زوّج كريمته من فاسق فقد قطع رحمه » (٣).
وجاء رجل إلىٰ الحسن عليهالسلام يستشيره في تزويج ابنته ؟ فقال عليهالسلام : « زوّجها من رجل تقي ، فإنّه إنّ أحبّها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها » (٤).
______________
١) تنبيه الخواطر ١ : ٢٠٣.
٢) كنز العمال ١ : ٧٨ / ٣١٣.
٣) مكارم الاخلاق ، للطبرسي : ٢٠٤.
٤) مكارم الاخلاق ، للطبرسي : ٢٠٤.