[ وظاهر السياق ان يكون « يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ » بمعنى يطلعوا عليكم ويعلموا بمكانكم ، فانه اجمع المعاني ، لان القوم كانوا ذوي أيد وقوة وقد هربوا واستخفوا منهم فلو اطلعوا عليهم ظفروا بهم وغلبوا على ما ارادوا ... وقال بعد بيان المراد من « يعيدوكم » :
وكان لازم دخولهم في ملتهم عادة ـ وقد تجاهروا برفضها وسموها شططا من القول وافتراءاً على الله بالكذب ـ ان لايقنع القوم بمجرد اعترافهم بحقية الملة صورة دون ان يثقوا بصدقهم في الاعتراف ويراقبوهم في أعمالهم ، فيشاركوا الناس في عباد الاوثان ، والاتيان بجميع الوظائف الدينية التي لهم والحرمان عن العمل بشيء من شرائع الدين الالهي والتفوه بكلمة الحق ] .. (١٩).
ثم ربط هه الآية بالتقية وبمدلول الآيات الاخرى ، فقال :
[ وهذا كله لابأس به على من اضطر على الاقامة في بلاد الكفر والانحصار بين أهله كالاسير المستضعف بحكم العقل والنقل ، وقد قال تعالى : « إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ » ، وقال تعالى : « إِلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ... » فله ان يؤمن بقلبه وينكر بلسانه ] .. (٢٠).
٢ ـ وقد ذكر في الوسائل عدة أحاديث في تفسير هذه الآية ، وكونها من التقية.
__________________
(١٩) المصدر السابق ص ٢٦١ ج ١٣. والطبرسي : مجمع البيان في تفسير القرآن ج ٦ ص ٧٠٦.
(٢٠) المصدر السابق ص ٢٦٢ ج ١٣.