عليها » (١).
وكذا هي لطف من الله يترتّب عليه الوثوق بقول المعصوم عليهالسلام ولذا اعتبرها العلّامة ابن المطهّر الحلّي رحمهالله ( ت / ٧٢٦ ه ) : ( لطف خفي يفعله الله تعالى بالمكلّف بحيث لا يكون له داعٍ إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية مع قدرته على ذلك ، لأنّه لولا ذلك لم يحصل الوثوق بقوله فانتفت الفائدة من البعثة وهو محال ) (٢).
وفي الصراط المستقيم أكّد الشيخ زين الدين العاملي على اتّصافهم عليهمالسلام بالعصمة عن كلّ نقيصة من أوّل عمرهم (٣).
ومن هنا قالوا : « وليس معنى العصمة أنّ الله يجبره على ترك المعصية بل يفعل به ألطافاً ، يترك معها المعصية ، باختياره مع قدرته عليها » (٤).
ويضيف السيّد الشهيد محمد باقر الصدر رحمهالله أبعاد أُخرىٰ مهمّة على معنى العصمة من خلال ارتباطها بالرسالة في إطارها الشمولي فيقول : « العصمة عبارة عن الانفعال الكامل بالرسالة والتجسيد الكامل لكلّ معطيات تلك الرسالة في النطاقات الروحيّة والفكريّة والعمليّة » (٥).
وهذه التعريفات والدلالات التي اعتمدها متكلّمو الإماميّة نجدها قد اشتقّت من الأُصول والآثار الواردة عن أهل البيت عليهمالسلام (٦).
___________
(١) النكت الاعتقادية / الشيخ المفيد ١٠ : ٣٧.
(٢) شرح الباب الحادي عشر / المقداد السيوري : ٦٣.
(٣) ظ : الصراط المستقيم / النباطي العاملي ١ : ٥٠.
(٤) حق اليقين / السيد عبدالله شبر ١ : ٩٠.
(٥) أهل البيت عليهمالسلام تنوع أدوار ووحدة هدف / السيد الشهيد محمد باقر الصدر رحمهالله : ٤٧.
(٦) ظ : معاني الأخبار / الشيخ الصدوق : ١٣٢.