فضاع ملك سليمان ، لكنّه صاد سمكة في البحر وفتح بطنها فوجد خاتمه فيها فعاد له ملكه !!
ونحو هذا من القصص الخرافية الإسرائيلية التي ننزّه كتابنا عن ذكرها (١).
وقد ذهب علماء الشيعة إلى نزاهة سليمان عليهالسلام عن كلّ ما ذكروه ، وخلاصة ما ذكروه أنّ الآية الشريفة لم تذكر فعل سليمان الذي تاب منه واستغفر ربّه ، وهذا بحدّ ذاته يشير إلى أنّه لم يكن ذنباً أو معصية ، وإنّما قد يكون صدر منه عليهالسلام ما هو بخلاف الأولى فعوتب عليه ، وتوبته عليهالسلام لا لاقترافه معصية بل لتركه الأولى (٢).
قال الشيخ الطوسي بعد أن ذكر تلك الخرافات عن العامّة : « والذي قاله المفسّرون من أهل الحقّ ومن نزّه الأنبياء عن القبائح ونزّه الله تعالى عن مثل ذلك ، هو أنّه لا يجوز أن يمكن الله جنيّاً ليتمثّل في صورة نبي لما في ذلك من الاستبعاد ، وأنّ النبوة لا تكون في الخاتم ، وأنّه تعالى لا يسلب النبيّ نبوّته ، وليس في الآية شيء من ذلك وإنّما قال فيها أنّه أُلقي على كرسيه جسداً ... إلى أن قال ـ معرضاً بخبر أبي هريرة ـ ومن قال من حيث إنّه لم يستثنِ مشيئة الله في ذلك فقوله فاسد ، لأنّه وإن لم يذكر مشيئة الله لفظاً ـ يعني على تقدير صحّة الخبر ـ فلابدّ من تقديرها في المعنى ، وإلّا لم يأمن أن يكون خبره كذباً » (٣).
___________
(١) انظر هذه الخرافات في تفسير الطبري ٢٣ : ١٨٦ ـ ١٨٧ / ٢٢٩٧٥ و ٢٢٩٧٩ و ٢٢٩٨٠ ، وتفسير ابن كثير ٤ : ٣٨ ، وفتح الباري / ابن حجر العسقلاني ٦ : ٣٢٩ وغيرها كثير.
(٢) راجع : تنزيه الأنبياء عليهمالسلام : ١٣٧ وتفسير القرآن الكريم / صدر المتألهين الشيرازي ٣ : ١٢١ وتفسير الكاشف / محمد جواد مغنية ٦ : ٣٧٩.
(٣) التبيان ٨ : ٥٦٢ ومثله في مجمع البيان ٨ : ٣٦٠.