النبوّة المصاحبة للعصمة قطعاً.
وهذا المعنى يجده الباحث عند الطبرسي رحمهالله حيث أثبت العصمة لعدم توفّر أيّ نوع من أنواع الظلم عند الأنبياء والرسل والأئمّة عليهمالسلام ، فيرى أنّ سبيل الرشاد وطريق الهداية لابدّ أن يؤخذ من المعصوم قال : ( واستدلّ أصحابنا بهذه الآية على أنّ الإمام لا يكون إلّا معصوماً عن القبائح ، لأنّ الله سبحانه نفى أن ينال عهده ـ الذي هو الإمامة ـ ظالم ومن هو ليس بمعصوم ) (١).
ويبدو للباحث أنّ مفردة الظالم أو الظالمين تمثّل التعدّي لحدود الله تعالى سواء كان عن عمد أو سهو وهذا المعنى لا نجده عند المصطفين الأخيار من الأنبياء المرسلين والأئمّة عليهمالسلام وعليه لا يمكن أن ينال الظالم عهد الله ليكون معصوماً.
وقال في جوامع الجامع في بيان معنى الآية الشريفة : ( أيّ من كان ظالماً من ذريّتك لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالإمامة وأن ينال من لا يفعل ظلماً ، وهذا يدلّ على وجوب العصمة للإمام ، وأن من ليس بمعصوم فقد يكون ظالماً إما لنفسه أو لغيره ) (٢).
وذهب السيد هاشم البحراني رحمهالله إلى دلالة الآية على إثبات العصمة لهم عليهمالسلام كما يلاحظ ذلك في طي تفسيره قال : ( وقول إبراهيم عليهالسلام ( وَمِن
___________
(١) مجمع البيان ١ : ٢٥٨.
(٢) جوامع الجامع ١ : ٧٧.