والنسيان عليهم عليهمالسلام فيرى ( أنا مأمورون باتّباعهم وترك الاعتراض عليهم فلو جاز الخطأ والنسيان لوجب متابعتهم فيها للأمر بها والأمر باتّباع الخطأ قبيح ) (١).
ولهذا يقول الشيخ المظفّر رحمهالله : ( إنّه لو جاز أن يفعل النبي المعصية ، أو يخطأ وينسى وصدر منه شيء من هذا القبيل ، فإمّا أن يجب علينا إتباعه في فعله الصادر منه عصياناً أو خطأ أو لا يجب ، فإن وجب إتباعه فقد جوّزنا فعل المعاصي برخصةٍ من الله تعالى ، بل أوجبنا ذلك وهذا باطل بضرورة الدين والعقل ، وإن لم يجب اتّباعه فذلك ينافي النبوّة التي لابدّ أن تقترن بوجوب الطاعة أبداً ) (٢).
ومن هذا يظهر أنّ النبي لا تنفك عنه العصمة لضرورة الاتّباع والاقتداء به لأنّه الهادي للحقّ ولأنّ غايته الرسالة والغرض منها هو حفظ الأُمّة وصونها من الانحراف وهذا لا يكون إلّا بكون حامل الرسالة منزّهاً عن كلّ ما يورث الشك في صدقه والابتعاد عن دعواه ، فلم يبقَ إلّا أن يكون معصوماً دون غيره الذي هو محطّ لحدوث المنكرات صغيرها وكبيرها.
والشيء نفسه يقال في إثبات عصمة أئمّة الهدى عليهمالسلام من آله صلىاللهعليهوآله ، لتواتر الأدلّة على وجوب اتّباعهم عليهمالسلام.
ونتيجة منطقية لما سبق من الأدلّة النقلية والعقلية اتّفقت كلمة الإمامية على القول بالعصمة المطلقة لجميع الأنبياء عليهمالسلام خلافاً لغيرهم ، وفي هذا القول
___________
(١) آيات العقائد / السيد إبراهيم الحجازي : ١٨٥.
(٢) عقائد الإمامية / الشيخ محمد رضا المظفر : ٥٤.