أقدم على المعصية فيضاد أمر الطاعة ويفوت الغرض من نصبه ) (١) ، وبهذا تكون عصمته ثابتة ، لعدم إقدامه على المعصية لأنه ممن وقع عليه الاختيار والاصطفاء وأُيد بروح القدس.
ويستدل السيد الشهيد القاضي نور الله التستري على عصمتهم باتّباعهم عليهمالسلام بقوله : ( لأن لو صدر عنهم ذنب لحرّم إتباعهم فيما صدر عنهم ضرورة انه يحرم ارتكاب الذنب ، وإتباعهم واجب للإجماع عليه ، لقوله تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (٢) وهذا الدليل يوجب عصمتهم عن الصغائر والكبائر ) (٣).
فتكون نتيجة ذلك أنّهم معصومون فيجب اتّباعهم والاقتداء بهم.
ولا يكاد يبتعد السيّد شبر رحمهالله عمّن سبقه في الاستدلال على عصمتهم عليهمالسلام بما يقابل النقيض ، لأنّه يرى أنّ المعصوم ( إن فعل المعصية فإمّا أن يجب علينا إتباعه فيها فيكون قد وجب علينا فعل ما وجب تركه واجتمع الضدّان ، وإن لم يجب انتفت فائدة البعثة ) (٤).
ومن هنا وجب كونه معصوماً لأنّه لا يمكن أن تكون بعثته عبثاً وبلا فائدة ـ تعالى الله عن ذلك ـ.
ويؤكّد السيّد إبراهيم الحجازي وجوب عصمتهم لاستبعاد جواز الخطأ
___________
(١) كشف المراد : ٣٩٠ ـ ٣٩١ ، ومناهج اليقين : ٤٢٦.
(٢) سورة آل عمران : ٣ / ٣١.
(٣) إحقاق الحق وإزهاق الباطل ٢ : ٢٠٢.
(٤) حق اليقين : ٩١.