وخلوصها عما يشوبها من الاغراض الفاسدة والسيئات الماحية فأجابته بما يؤيد ما أفاده عليهالسلام حيث قالت : ما اشتملت بعد على هيئة التأثم ، أي لما لم أقم بعد بما يوجب تدارك مافات لم أطلب من الله المغفرة حياء مما صنعت.
قال الفيروز آبادي : يقال : تأثم فلان : إذا فعل فعلا خرج به عن الاثم. انتهى.
فأجابها عليهالسلام بالامر بالاجتهاد والسعي في العمل ، وبالحث على الرجاء من رحمة الله ، وعلل بأن سبيل الطاعة والقرب هدف لسهام إمكان حصول المقاصد « قبل مزاحمة العدة » بالكسر أي قبل انتهاء الاجل وعدد أيام العمر وساعاته ، ويحتمل الضم أيضا من الاستعداد أي قبل نفاد القوى والجوارح والادوات التي بها يتيسر العمل.
قولها : « إن بقيت بعدي » بصيغة التكلم أي إن بقيت أنا بعد زماني هذا ، أو بصيغة الخطاب أي إن بقيت أنت بعد هذا الزمان أو بعد وفاتي لتطلع على جميع أحوال عمري ، ثم لما أمر عليهالسلام لها بالقنطار لم تقبل واعتذرت بأن الرزق المقدر على قدر الحاجة لابد منه ، والله تعالى يبعثه إلي ، وأما التوسع فيه فإنما هو للخفض والراحة وطيب العيش ، وأنا ما أرجع إلى تلك الاحوال مادمت مأسورة في إسار سخط الله وغضبه. والتفتت : التكسر. والترح : ضد الفرح والهلاك والانقطاع ، أي هذه دابة قد وقعت في الحزن و الهلاك بسبب انتقامه تعالى منها. والصرد : البرد ، أي كان عنينا بسبب البرودة المستولية على مزاجه ، وكان لا يتأتى منه تلك الحركة المعهودة.
١٩ ـ لى
: العطار ، عن سعد ، عن ابن عبدالجبار ، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله الصادق (ع) : ما كان دعاء يوسف (ع) في الجب
فإنا
قد اختلفنا فيه؟ فقال : إن يوسف عليهالسلام
لما صار في الجب وآيس من الحياة قال : « اللهم
إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك؟ لن ترفع لي إليك صوتا ولن تستجيب
لي دعوة فإني أسألك بحق الشيخ يعقوب فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه فقد علمت رقته
علي وشوقي إليه » قال : ثم بكى أبوعبدالله الصادق عليهالسلام
ثم قال وأنا أقول : « اللهم إن
كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهى عندك فلن ترفع لي إليك صوتا فإني أسألك بك
فليس كمثلك شئ ، وأتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة ، يا الله يا الله يا الله يا
الله