« وإليه أنيب » قال الطبرسي : أي إليه أرجع في المعاد ، أو إليه أرجع بعملي ونيتي إي أعمالي كلها لوجه الله « لا يجر منكم شقاقي » أي لا يكسبنكم خلافي ومعاداتي « أن يصيبكم » من عذاب العاجلة « وما قوم لوط منكم ببعيد » أي هم قريب منكم في الزمان ، أو دارهم قريبة من داركم فجيب أن تتعظوا بهم « استغفروا » أي اطلبوا المغفرة من الله ثم توصلوا إليها بالتوبة ، أو استغفروا للماضي واعزموا في المستقبل ، أو استغفروا ثم دوموا على التوبة ، أو استغفروا علانية وأضمروا الندامة في القلب « ودود » أي محب لهم ، مريد لمنافعهم ، أو متودد إليهم بكثرة إنعامه علهيم « ما نفقه » أي ما نفهم عنك معنى كثير من كلامك ، أو لا نقبل كثيرا منه ولا نعمل به « ضعيفا » أي ضعيف البدن أو ضعيف البصر أو مهينا ، وقيل : كان عليهالسلام أعمى.
واختلف في أن النبي هل يجوز أن يكون أعمى؟ فقيل : لا يجوز لان ذلك ينفر ; وقيل : يجوز إن لا يكون فيه تنفير ويكون بمنزلة سائر العلل والامراض.
« ولولا رهطك لرجمناك » أي ولو لاحرمة عشيرتك لقتلناك بالحجارة ; وقيل : معناه : لشتمناك وسببناك « وما أنت علينا بعزيز » أي لم ندع قتلك لعزتك علينا ولكن لاجل قومك « ظهريا » أي اتخذتم الله وراء ظهوركم ، يعني نسيتموه ، (١) وقيل : الهاء عائدة إلى ما جاء به شعيب « على مكانتكم » أي على حالتكم هذه ، وهذا تهديد في صورة الامر « إني عامل » على ما أمرني ربي ; وقيل : إني عامل على ما أنا عليه من الانذار « وارتقبوا » أي انتظروا ما وعدكم ربكم من العذاب ، إني معكم منتظر لذلك ، أو انتظروا مواعيد الشيطان وأنا أنتظر مواعيد الرحمن.
وروي عن الرضا عليهالسلام أنه قال : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج! أما سمعت قول العبد الصالح : وارتقبوا إني معكم رقيب.
« الصيحة » صاح بهم جبرئيل صيحة فماتوا ، قال البلخي : يجوز أن تكون الصيحة صيحة على الحقيقة كما روي ، ويجوز أن يكون ضربا من العذاب تقول العرب : صاح الزمان
__________________
(١) قال السيد : المراد انكم جعلتم امر الله سبحانه وراء ظهوركم ، وهذا معروف في لسان العرب أن يقول الرجل منهم لمن أغفل قضاء حاجته : جعلت حاجتى وراه ظهرك.