وإذا قرنت بين هاتين المقدمتين أنتج منهما قطعاً أن آباء النبي صلىاللهعليهوآله لم يكن فيهم مشرك ، لأنه ثبت في كل منهم أنه خير قرنه . . . . ( ثم ذكر عن السيوطي آيات وأحاديث لإثبات ذلك منها ) : ما ورد في تفسير قوله تعالى : وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ، تدل على أن التوحيد كان باقياً في ذرية إبراهيم عليهالسلام ولم يزل ناس من ذريته على الفطرة يعبدون الله تعالى حتى تقوم الساعة . . . .
فحصل مما أوردناه أن آباء النبي صلىاللهعليهوآله من عهد إبراهيم إلى كعب بن لؤي كانوا كلهم على دين إبراهيم عليهالسلام . . . .
ـ الدر المنثور ج ٣ ص ٣٤١
وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن علي رضياللهعنه قال قالت سارة رضي الله عنها لما بشرتها الملائكة عليهمالسلام يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشئ عجيب ، فقالت الملائكة ترد على سارة : أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ، قال فهو كقوله : وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ، بمحمد صلی الله عليه وسلم من عقب إبراهيم .
ـ الدر المنثور ج ٤ ص ٨٧
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضياللهعنه في قوله : رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ، قال فلن يزال من ذرية إبراهيم عليهالسلام ناس على الفطرة يعبدون الله تعالى حتى تقوم الساعة .
ـ الدر المنثور ج ٦ ص ١٦
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة : وجعلها كلمة باقية في عقبه ، قال : في الإسلام أوصى بها ولده .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد : وجعلها كلمة باقية في عقبه ، قال : الإخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يقولها من بعده .