نعم يحتفل المسلمون بعيد مولد نبيّهم الاعظم في هذا الشهر ، ولم يكن شيء من هذه الاحتفالات في القرون الاولى يوم كان الاسلام في أوج عزه وبرج رفعته وعظمته ، يوم كان المسلمون يعرفون حق المعرفة معنى الاحتفال الصحيح لمولد نبيهم صلىاللهعليهوآله.
الاحتفال الصحيح الذي يبتهج به النبي صلىاللهعليهوآله ويسرّه هو الاخذ بتعاليمه واتّباع سنّته والعمل بقرآنه ، الاحتفال الصحيح أن يكون المسلم مسلماً حقيقة ومعنى لاصورة ولفظا ، وقد جعل سلام الله عليه للمسلم علامات كثيرة أقلها وأولها وأن يهتم المسلم بأمور المسلمين حيث قال : من لم يهتم بأمور المسلمين فليس من الاسلام بشيء وعلى ضوء هذه القاعدة يجب أن نمتحن أنفسنا ونضع في الميزان اسلامنا ، ها هم اليهود في كل شهر أو كل يوم ، تشنّ الغارة على قرية من قرى المسلمين في فلسطين تقذفهم بالقنابل الجهنّمية ، وتنسفها نسفا وتذرها قاعا صفصفاً ، وتهلك تحت انقاضها ومبانيها جميع من فيها ، يضعون بالمسلمين ما لم يضعه حتى فرعون مع آبائهم بني اسرائيل ، فانه كان يذبّح أبنائهم ويستحيى نسائهم ، أما بنوا اسرائيل اليوم فيذبحون بالنار والحديد الرجال والنساء والاطفال ، وتتكرر هذه العملية منهم في كل سنة عدّة مرّات وهم بين سمع المسلمين وبصرهم وبين سبع دول كل واحدة تزعم أنها مسلمة ، وهي مشغولة بنفسها لا يهمّها من امر اولئك المساكين مقدار بعوضة ، وهكذا الحال مع المسلمين في المغرب العربي وما تعانى تونس ، ومراكش ، والجزائر ، من فرنسا من الشنق والحرق والاعدام لأولئك الاحرار الكرام ، واعطف بنظرك ثانيا او ثالثا الى الحميات التسع وعدن واسمع ان كنت ذاسمع وبصر ما يصنعه الاستعمار الجبّار في مسلمي تلك الديار من الاستيصال والدمار ، يقولون : ان عدد المسلمين أجمع على أقل تقدير [ مليار و ] أربعمأة مليون ، فلو أن الربع من هؤلاء كانوا مسلمين حقّا.