__________________
الباذل مهجته في سبيل الله واحياء دينه واقامة توحيده من الكلام للمصالح التي نقصر عن الوصول الى كنهها ولا يحيط عقولنا بجميع جهاتها بعد ان اودعت في « الشجرة » قوة الكلام مع نبّي الله موسى بن عمران عليهالسلام عند المناجات كما نص عليه في القرآن ( سورة ٣٨ آية ٣٠ ) وهل يقاس الشجرة برأس المنحور في طاعة الرحمن واطاعة السبحان ؟ ... كلاًّ. وقد نص القرآن الكريم بانطاق الجوارح وتكلم الاعضاء من البشر يوم النشور بما فعلته في دار الغرور وقال تعالى : ... شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم ... وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ... ( سورة ٤١ آية : ٢٠ و ٢١ ) وقال تعالى : يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (سورة ٢٤ آية : ٢٤).
وحمل هذه الايات وغيرها على خلاف ظاهرها من دون حجّة وبرهان ممّا لايقبله العقل والوجدان مع تأييد العلم والعيان في هذا الزمان ظواهر تلك الايات من القرآن ولذا لا يقدم على فتح باب التأويل عليها من كان من اهل الايمان اللهم الاّ ممن ليس هو من اهل العلم والفرقان وان يدعى التمسك بالقرآن.
فبعد تصريح القرآن بان الجوارح تنطق وتتكلم وتشهد يوم الحشر باعمال الانسان فلا غرو في تكلم الرأس الاطهر من سيد شباب اهل الجنان بقدرة الله تعالى وانطاقه وهو بضعة من سيد الانس والجان.
وصدر هذه الكرامة الباهرة من ذلك الرأس المطهر ليتم على الظالمين الحجّة ولكن طبع على قلوبهم وعلى ابصارهم غشاوة. « خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ـ سورة ٢ آية : ٧ ».
ولرئيس المحدثين الشيخ الصدوق رحمهالله كلمات نيّرة صدع بها في جواب السلطان ركن الدولة رحمهالله لها تعلق تام بهذا الموضوع لا بأس بنقلها لتزيد بصيرة للقارىء الكريم : وقد نقل في ترجمة الشيخ الصدوق رحمهالله : ان السلطان ركن الدولة جلس يوما على عرش السلطنة وشرع على الاطراء والثناء على الشيخ الصدوق رحمهالله لانه راى قبل ذلك اليوم بيانات الشيخ رحمهالله وتكلماته المذهبيّة على ضوء العلم والمنطق. فاعترض احد الحضار على السلطان : ان اعتقاد الشيخ رحمهالله على ان رأس سيد الشهداء عليهالسلام يوم حمل على القناة كان يقرأ سورة الكهف فقال الملك : لم اسمع منه هذه المقالة ولكني أسأله فكتب اليه يستفتيه ويسأله عن هذا المطلب فكتب الشيخ الصدوق رحمهالله في الجواب :
ان هذه الرواية
محكية ممن سمع من رأسه المطهر انّه يقرأ عدّة آيات من سورة الكهف الاّ ان ذلك غير منقول من أحد الائمة المعصومين عليهمالسلام
ومع ذلك لا ننكره بل هو صواب لاءنا اذا جوزنا في يوم الحشر تكلم أيدى الظالمين والعاصين وأرجلهم كما نطق به القرآن وقال تعالى : « الْيَوْمَ
نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
( سورة ٣٦ آية : ٦٥ ) فكذا يجوز أن ينطق رأس الحسين عليهالسلام
ويتلو القرآن لكونه خليفة الله وامام المسلمين ومن شباب أهل الجنّة وسيدهم وسبط النبي صلىاللهعليهوآله
وابن وصيّه وأمّه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين صلوات الله عليهم أجمعين بل
انكار هذا المطلب يؤل في الحقيقة الى انكار قدرة الله تعالى وفضل الرسول صلىاللهعليهوآله والعجب ممن ينكر
صدور امثال