والمراد هنا الاعتبار التاريخي لا الاعتبار الذي عليه المدار في الاخبار التي يستنبط منها الاحكام الشرعية من الصحيح والحسن والموثق ، بل هو من قبيل قولنا تاريخ الطبري وتاريخ ابن الاثير ، معتبران ، ويكفي في هذا المعنى من الاعتبار للخبر أن ينقله مثل صاحب البحار والطريحي في المنتخب ، فضلا عما لوراه السيد بن طاووس ، في اللهوف او الشيخ المفيد ، وفي الارشاد ونظرائهم ، والظاهر ان مثل هذه الكرامات ( ولاتسمّى معجزات ) على تقدير صحّة وقوعها ما وقعت بمرأى من عامّة الناس وانما هي خصوصية لبعض الافراد الناقلين لها لحكمة هناك اما مجهولة لنا او معلومة ، وعلى تقدير وقوع شيء من ذلك بين امة من الناس وجمهرة من البشر ، (١) فلايلزم من ذلك ان يرتدعوا ، وكم وقعت من الانبياء معجزات بين
__________________
هذه الامور ممن بكى عليه الملائك في مصيبته وتقاطر الدم من السماوات في رزيته وناح عليه الجن بأصواته ومن انكر هذه الاخبار خوارق العادات مع كونها صحيحة فيجوز له انكار جميع الشرائع والمعجزات الصادرة من النبي صلىاللهعليهوآله والائمة عليهمالسلام بل وجميع الضروريات الدينية والدنيويّة فانها ايضا قويّة السند صحيحة الطرق قد حصل لنا العلم بمضامينها.
اقول وليعلم بعض شباب العصر الذين لم يطلعوا على حقائق القرآن ولم يخوضوا في المطالب الدينيّة ان انكار تكلّم رأس سيد الشهداء عليهالسلام على القناة وصدور بعض خوارق العادات من ذلك الرأس المطهر وكذا انكار بعض ما نقل من طريق الاحاد عن الصديقة الطاهرة عليهمالسلام من الاعمال والكرامات الخارقة للعادة وان لم يخرج المنكر عن مذهب التشيع وربقة الاسلام ولكن هذا الانكار وسلوك هذا الطريق الوعر يفضى بالاخرة الى انكار المتواترات والضروريات ويتورط الانسان في المسالك الوعرة والمهالك المظلمة والغياهب المدهشة : من انكار المعاد وحشر الاجساد وامثال ذلك. ويعلموا يقيناً ان شيوع انكار هذه المنقولات بطريق الاحاد بينهم ليس الاّ من ناحية اعداء الدين وخصماء الاسلام للاخلال تدريجاً الى الاعتقاديات الضرورية ومحو الاساسيات عن قلوبهم اذهانهم ونسفها ليصلوا الى مقاصدهم المشومة ونيّاتهم الممقوتة وتسلّطوا على شئون الامّة كلها ألا قاتل الله اذناب الاستعمار وقد تداخلوا في جميع شئوننا وأمورنا وافسدوا اخلاق الامة لاستجاب ميول اسيادهم أئمة الكفر والطغيان وانبياء الشر واعوان الشيطان. خذلهم الله.
(١) كما يظهر
للقارىء الفطن بعد الفحص والتأمل في معجزات رسول الله صلىاللهعليهوآله ان بعضا نادرا منها
لم يكن