النفس من تلك الغرائب شيئا انصرفت عن التفكر به وترتيب الاثر عليه او تصرفت فيه بالتأويلات وصرفته عن وجه الحقيقة ، وان أمة تقتل عترة نبيها وتسبى عياله لا تستبعد عليها جهود معجزة له او كرامة ، ولو أنعمت النظر في رجال عصرنا الحاضر وما يرتكبون من الجناية على هذه الامة المسكينة وما يقترفون من الخيانة والغدر لحقوقها حتى اسقطوها في هوة الافلاس والفقر المدقع والهلاك المؤبد لوجدت من أبناء عصرك وسماسرة مصرك المتربّعين على دست الحكم بقوة الظالم الغاشم وعدو العرب والاسلام ما هو أشنع وافظع ممّا يحدثنا التاريخ عنه من أبناء العصور الغابرة وابناء الملوك الجائرة ، فلا تستبعد شيئا بعد الذي تراه بعينك في زمانك وأوطانك والسلام.