وقع فعلا كما أشار النبي صلىاللهعليهوآله وكيف انتقل تقبيل فم الحسن الى فم الحسين الذي مات منحوراً من قفاه ؟ ولم ينتقل تقبيل نحر الحسين عليهالسلام الى نحر الحسن عليهالسلام الذي مات مسموما في فمه.
وفي الاستعراض الدينى لاهل البيت نجد اعتراضا على الحديث الذي ورد بلسان النبي صلىاللهعليهوآله قال مخاطبا سلمان الفارسى : نحن أسرار الله المودعة في هياكل البشرية ، يا سلمان نزلونا عن الربوبية ثم قولوا فينا ما استعطتم. فان البحر لاينزف وسرّ الغيب لايعرف ؛ وكلمة الله لاتوصف ومن قال هناك لم ومم وبم فقد كفر ، اذ أن من يتأمل العامي الاستهلالية من الحديث يجد ان منها ما يعد استكباراً في الارض ، وهو يخالف بمنطوقة ارادة الله التي جائت في القرآن فمحت آية الاستكبار الخليفة بالمستضعفين من الناس ، ويجد أن كلمة أسرار الله المودعة التي عمت جميع هياكل البشرية تتعرّض الشرّ حينا وللخير حينا آخر ، وتنقل من الزهد والتقوى دوراً والى افساد والاثم والفوضى دوراً آخراً ، حيث كانت هياكل البشر الطاهرة فيها ، فهل كان الرسول يعنى انه هو وذريته سرّ الله المودع في هياكل البشرية الطاهرة فقط ؟
او في جميع الهياكل سواء كانت طاهرة أو خبيثة ، مجرمة او مصلحة ، مدنسة. وغيرمدنسة ؟! هذا سؤال نطرحه امام سماحتكم من الشطر الاول من الحديث.
وأما الشطر الاخر فيه ( ومن قال لم ومم وبم فقد كفر ) فيكفينا أن نقول ان فيه حجراً لعقل الاسلامى الذي خلق حرّاً طليقا بحكم التشريع الاسلامي ، ونتسائل كيف اباح النبي محمّد صلىاللهعليهوآله لنا ادراك الله عن طريق العقل بعد التفكير والتكييف والمقارنة والمشابهة والظن والشك والريبة وما أشبه ذلك ، ثم تكون هذه الاشياء كلها شرعية بنظر القانون الاسلامي ، ولم يبح لنا ادراك كنه ( أسرار الله المودعة والسر الله الذي لايعرف وكلمة الله التي لا توصف ) المتجسمة في شخصه وشخص ذريته من بعده ؟