ومنها : انه سلام الله عليه يخرج بالسيف ويقتل العالَم ـ الظالم الجائر ـ قتلاً ذريعا قال محمّد بن مسلم : سمعت الباقر عليهالسلام يقول : « لو يعلم الناس ما يصنع المهدى عليهالسلام اذا خرج ما أحب أحد خروجه مما يقتل من الناس ، وليس بينه وبين العرب وغيرهم الا السّيف حتى يقول كثير من الناس ما هذا من آل محمّد صلىاللهعليهوآله لو كان منهم لرحم الناس ». وحيث ان الله عزّ شأنه جعله نقمة على الكافرين وقاطعا لدابر الظالمين ومعلوم ان الله سبحانه قد اودع نطف المؤمنين في اصلاب الكافرين ، وقد رأينا في العصور المتقدمة وفى هذه العصور ايضا كثيراً من المؤمنين الاخيار وآبائهم من الكفار او الاشرار.
أيظن احد أن مثل الحجاج بن يوسف الثقفي وهو اكفر من نمرود وأعتى من عاقر الناقة يخرج من صلبه مثل ذلك الشاعر الشيعي البليغ ؛ الحسين بن الحجاج (١) صاحب القصائد الغرر التي يمدح بها اهل البيت عليهمالسلام ؟ منها قصيدته التي أنشدها في النجف بمحضر عضد الدولة لمّا بنى القبة البيضاء على قبر اميرالمؤمنين عليهالسلام التي يقول في اولها :
يا صاحب القبّة البيضاء على النجف |
|
من زار قبرك واستشفى لديك شفى |
من كان يظنّ ان يزيد بن معاوية يخرج من صلبه مثل معاوية بن يزيد الذي خلع نفسه من الخلافة (٢) وقال : هي حق علي بن الحسين عليهماالسلام حتى قتله بنوأميّة سرّاً ،
__________________
(١) الحسين بن احمد بن الحجاج النيلي البغدادي الامامي من شعراء اهل البيت عليهمالسلام كان كاتبا فاضلا اديبا شاعرا له قصة مع السيد علم الهدى رحمهالله تتعلق بهذه القصيدة تشهد بجلالته ووجاهته عند الائمة عليهالسلام ذكرها صاحب روضات الجناب ودارالسلام فراجع توفى (٣٩١).
(٢) اقل ابن تغرى بردى في « النجوم الزاهرة » : معاوية بن يزيد بن معاوية بويع بالخلافة بعد موت أبيه يزيد بعهد منه اليه وذلك في شهر ربيع الاول من سنة اربع وستين ، وكان مولده سنة ثلاث واربعين فلم تطل مدته في الخلافة.