واحداً ، فان امية ليس من صلب عبدشمس ولكنه ليقط أي : ابن زنا وولد فاحشة تبنّاه عبد شمس (١) ويشهد لهذا اقوى شهادة قول أميرالمؤمنين سلام الله عليه في كتاب له ذكره السيد الرضى رضوان الله عليه في محاسن كتب النهج جواب الكتاب من معاوية يقول فيه لاميرالمؤمنين عليهالسلام : ألسنا نحن ـ اي بني اميّة ـ وانتم ـ اي بني هاشم ـ من شجرة واحدة او ما هو بهذا المضون فيقول له سلام الله عليه في الجواب : نعم ولكن ليس المهاجر كالطليق ولا الصميم كاللصيق ، يعنى ان هاشما
__________________
(١) من نعم النظر الى التاريخ بالبحث والتنقيب والتحليل الصحيح يجد في صفحات التاريخ الخالي عن الافائك ودسائس السياسة الغاشمة في العهدين = الاموي والعباسي حقائق راهنة ويقطع بالوجدان انى بني امية = تلك الشجرة الملعونة = لم يكونوا من العرب ومن بني عبد شمس بن عبد مناف فان امية كان فتى من الروم تبنّاه عبد شمس على عادة العرب في الجاهلية من تبنّيهم اولاد الاسرى كما في قضية زيد ورسول الله صلىاللهعليهوآله. وقد بين لنا اهل البيت عليهمالسلام في جملة اسرارهم المودعة عند علماء شيعتهم ان بني امية ليسوا من القريش ولذا ورد عنهم عليهمالسلام في تأويل قوله تعالى : « الم غلبت الروم » ان الروم هم بنو امية وعن اميرالمؤمنين عليهالسلام قال قوله تعالى : ( الم غلبت الروم ) فينا وفي بني امية.
قال الباحث النقاد المتضلع على ابن احمد الكوفي المتوفى : سنة (٣٥٢) في كتاب « الاستغاثة » : لقد روينا عن علماء اهل البيت عليهمالسلام في اسرارهم وعلومهم التي خرجت منهم الى علماء شيعتهم ان قوما ينسبون من قريش وليسوا من قريش بحقيقة النسب وهذا مما لايعرفه الا معدن النبوة وورثة علم الرسالة وذلك مثل بني امية ذكروا انهم ليسوا من قريش وان اصلهم من الروم وفيهم تاويل هذه الاية الم غلبت الروم معناه انهم غلبوا على الملك وسيغلبهم على ذلك بنو العباس (ا ه)
ومن هنا يظهر للقارى ، الفطن ان قصة تولد هاشم وعبد شمس توأمين من الاساطير التي وضعتها يد السياسة في العصر الاموي لاثبات اتصال نسبهما ووحدته وهي اكذوبة اختلقتها يد الاثيمة ونقلها بعض المؤرخين من دون تحقيق وتثبت كما هو دينهم في نقل اغلب القصص والقضايا كما يقول المقريزى في كتابه « النزاع والتخاصم » ص ١٨ ط مصر ما هذا لفظه :
( وقد كانت المنافرة لاتزال بين بني هاشم وبني عبد شمس بحيث انه يقال ان هاشما وعبد شمس ولدا توأمين فخرج عبد شمس في الولادة قبل هاشم وقد لصقت اصبع احدهما بجبهة الاخر ، فلما نزعت دمى المكان فقيل سيكون بينهما او بين ولديهما دم ، فكان كذلك ويقال ان عبد شمس وهاشما كانا يوم ولدا في بطن واحد كانت جباههما ملصقة بعضها ببعض فاخذ السيف ففرّق بين جباههما بالسيف = فقال بعض العرب الا فرق ذلك بالدرهم فانه لا يزال السيف بينهم وفى أولادهم الى الابد ). وفي بعض التواريخ كان ظهر كل واحد منهما ملتزقا بظهر الاخر ففرق بينهما بالسيف.