فرق المعتزلة وتلك هي التي لاتتغيّر ولاتتبدّل وبها بعثت جميع الكتب والرسل لاتختلف بها شريعة ولا أحرى دين عن دين وهي عقلية استقل العقل بأمهاتها وأيده الشرع واستقل ببعض فرعياتها.
وبينا « محمّد » صلىاللهعليهوآله بل وسائر الأنبياء كلهم على هذه العقيدة منذ ولدبل وقبل أن يولدوا فالسؤال هنا لامحل له.
واما الفروع وهي الاحكام التي تتعلق بالعمل فهي التي يمكن ان تختلف باختلاف الشرائع والملل حسب اختلاف الظروف والملابسات الزمنية والمكانية ، والامكانات الذاتيّة او الفرضية ولكن فيها جملة احكام اتفقت عليها ايضاً جميع الأديان وهي الوصايا العشر التي جاء بها موسى وتبعه عيسى عليهالسلام في خطبته على الجبل والأصل فيها صحف ابراهيم عليهالسلام وملّته التي هي أم الشرائع والاديان واضحة مشهورة هي : لاتقتل. لاتشرب. لاتسكر. لاتزني. لاتعق أبويك. لاتسرق. الى آخرها.
ثم جاء الاسلام فأكدّها وشدّدها وزادها كثيراً ، وملّة ابراهيم هي البذرة الأولى للأديان وفيها عدا تلك الوصايا العشر التي أخذتها الأديان الثلاثة أصول وأحكام أخرى كالحج بما فيه من طواف وسعي وغيرها والختان وغسل الجنابة وسنن وواجبات ومستحبات كالسّواك ، وقصّ الشارب (١) والأظفار وأمثالها ممّا جاء في الاسلام مما زاد فيه بعض الشروط والكيفيات ولعل اكثرها كان في شريعة موسى عليهالسلام.
واما الزعامة الدينية من بى اسرائيل فغيّروا وبدّلوا كما غيّرت المسيحية أحكام
__________________
(١) عن النبي صلىاللهعليهوآله كما في كلمات قصاره المباركة : من لم يأخذ شار به فليس منا ـ انظر الى شرح الكلمات القصار ص ١٤٦ وتوفير الشارب من علائم المجوس.