التورات فانّ أناجيل النصارى تنصّ ان عيسى عليهالسلام يقول :
تزول السماوات والارض ولايزول حرف من الناموس ولا يتبدل حكم من احكامه. مع انهم قد بدلوا السبت الى الاحد والختان الى التعميد ، وتعدد الزوجات الى زوجة واحدة الى كثير من امثال ذلك. (١)
والغرض : ان أصل الشرائع هي ملة ابراهيم وآيات القرآن تنصّ على انّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان متّبعاً وعاملاً بها مثل قوله تعالى : وأوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم ـ ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين ـ (٢) ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ـ الى كثير من أمثال ذلك.
ولا ينافيه ان شريعة عيسى عليهالسلام هي الشريعة الأخيرة وان شريعته عامّة لانه من أولى العزم (٣) لما عرفت من ان الصحيح والصميم من شريعة عيسى وموسى عليهالسلام
__________________
(١) وممّا هو ثابت ومسلم ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال ما معناه : أن كل ما وقعت واتفقت في الأمم السابقة من القضايا والحوادث فهي واقعة في هذه الامة حذو النعل بالنعل ومما وقع في الامم هو تغيير الدين والشريعة بعد كل واحد من الانبياء اصحاب الشرائع وتحريف احكامها وبعد وفات رسول الله صلىاللهعليهوآله قام جمع من المنافقين لتغيير الاحكام وتحريفها واخراجها عن مسيرها الصحيح الذي جاء به رسول الله صلىاللهعليهوآله ولاشك ان الشريعة المقدسة مسمرة الى يوم القيامة وباقية الى آخر الدهر على النهج الصحيح فانها آخر الشرائع ونبيها آخر الانبياء وبه ختمت النبوة ، فلابد من أن يبقى شرعه الى الابد فبعث الله تعالى اهل بيت نبيه وجعلهم أوصيائه يذبون عن الدين انتحال المبطلين وتحريف الجاهلين والمعاندين فكل ما غيّروه من الشرائع والاحكام فاهل البيت عليهمالسلام بيّنوا للناس حقيقتها وصحيحها وسقيمها وواقعها ولذلك بقيت الاحكام والشرائع التي جاء بها رسول الله صلىاللهعليهوآله محفوظة غير متبدلة ومن هنا تعرف القارىء الكريم علة ان في بعض الاحكام اختلافاً بين المسلمين كالوضوء والتكتف في الصلاة وبعض مسائل الارث وغيرها لو شرحناه لخرجنا عن القصد ، فان المقصود هو الاشارة الى هذا المطلب المهم فان ذلك هو الاساس لاختلاف بعض الاحكام بين المسلمين والصحيح منها هو ما بينه أهل البيت عليهمالسلام في عصورهم وبعدهم العلماء التابعين لهم في بيان الشرائع والاحكام :
بآل محمّد عرف الصواب |
|
وفي أبياتهم نزل الكتاب |
(٢) الضمير يرجع الى الله تعالى في الآية الشريفة. راجع الى مجمع البيان.
(٣) كون شريعة عيسى عليهالسلام عامة غير مسلم ولعلها
مختصة ببني اسرائيل ولا ينافي ذلك يكون عيسى عليهالسلام