هو وما وافى شريعة ابراهيم عدا بعض الاضافات والملابسات التي اقتضتها الظروف الزمنية والامكانات المكانية مما لاتقدح في الجوهر.
واما اليهودية والنصرانية التي كانت في زمن النبي صلىاللهعليهوآله والى اليوم فهي ممسوخة مسخاً كلّياً والتوراة والانجيل محرّفات تحريفاً جلياً فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ، وقد دللنا واثبتنا في مؤلفاتنا ك « الدين والاسلام » و « التوضيح » وغيرهما فضايح هذه الكتب ومخازيها التي منها : ان لوط شرب الخمر وسكر وزنى ببناته ـ معاذ الله تعالى.
( القصارى ) ان القرآن ينصّ على ان رسول الله صلىاللهعليهوآله كان قبل بعثته متّبعاً لملّة أبيه (١) ابراهيم عليهالسلام بل ولايبعد أنّ آبائه الاطهار كهاشم وعبدالمطلب وعبدالله ايضاً على هذه الشريعة ماسجدوا لصنم قط ولا عبدوا غير الله تعالى.
« ولكن التحقيق العميق » والفكرة الدقيقة تقضى بانه سلام الله عليه وآله من أول نشأته بل وقبل بلوغه فضلا عمّا قبل بعثته ما عمل الاّ بشريعته (٢) وهي شريعة الاسلام وكان يعلم بها بالالهام بل وبالوحي الخاص ولاينافيه قوله تعالى : أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ (٣) فان ملته ملة ابراهيم في مرتبتها الكاملة ومقامها الشامخ. والغرض من هذه الآيات الشريفة الردّ على اليهود والنصارى
__________________
من أولى العزم فان معنى ذلك كونه صاحب شريعة مستقلة ولم يكن مثل اغلب الأنبياء من اتّباع نبي آخر. وشيخنا الاستاذ رحمهالله هو أعرف بما جاد به يراعه الشريف.
(١) يعني في الاساسيات والاصول واما في الفروعات والاحكام الجزئية فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله تابعاً وعاملاً لشريعة نفسه المقدسة كما سيصرح به شيخنا الامام رحمه الله ويأتى تحقيق ذلك في آخر الكتاب تفصيلاً على نحو البسط والتحقيق في الايات والروايات ونقل أقوال جمع من العلماء ، والاكابر مع بعض الاضافات.
(٢) وعلى هذا القول اجماع الامامية واتفاقهم كما صرح به الشيخ الطوسي قدس سره في كتابه النفيس « العدة » يأتى نقل عين كلماته الشريفة في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى.
(٣) النحل ـ آية : ١٢٣.