الاجماع ولا من الكتاب انه لم يكن يعرف الكتابة والقرائة بحيث يكون فاقداً لهذا الكمال ، ومن هنا تبيّن أن الاول منكما الذي يقول انه ليس بأمي ان أراد انه يعرفها فهو مصيب ، وان أراد انه كتب وقرأ فهو مخطىء ومخالف لنص الآية المتقدمة.
والخلاصة ان النبي صلىاللهعليهوآله كان حائزاً لكمال الكتابة والقرائة من حيث الملكة والقدرة لان النبي صلىاللهعليهوآله يلزم أن يكون متّصفا لجميع صفات الكمالات بل يلزم ان يكون أكمل أهل زمانه ، ولا ريب ان الكتابة والقرائة كمال وفقد هما نقص ، ولكن مصلحة التبليغ ورعاية الاعجاز في محيطه وزمانه اقتضت حسب الحكمة ان لا يتعاطاهما تكميلا للمعجزة ، وهذه هي الحقيقة الناصعة.
هذا مختصر الجواب الذي سبق منا من عهد بعيد ، اما الان فعندنا جواب لعله أحق وأدق وأولى بالقبول وهو ان الكمالات والبشرية جسمانية او روحية انما هي بالنسبة الى غاياتها تكون نقصاً او كمالا ، وتوضيح ذلك ان البصر مثلا انما هو كمال النظر الى حصور الغاية التي ترتبت عليه ـ وهي رؤية الاشياء ـ والعمى نقص النظر الى عدم حصول الرؤية فيه ، فلو أن شخصا يرى الاشياء من دون حاجة الى
__________________
والمعنى انك لم تحسن القراءة قبل ان يوحى اليك القرآن ولاتخطه بيمينك معناه وماكنت ايضا تكتبه بيدك اذا لارتاب المبطلون اي ولو كنت تقرأ كتابا او تكتبه لوجد المبطلون الى اكتساب الشك في امرك والقاء الريبة لضعفة الناس في نبوتك ولقالوا انما تقرأ علينا ما جمعته من كتب الاولين فلما ساويتهم فى المولد والمنشأ ثم أتيت بما عجزوا عنه وجب ان يعلموا انه من عند الله تعالى وليس من عندك اذا لم تجر العادة ان ينشأ الانسان بين قوم يشاهدون احواله من عند صغره الى كبره ويرونه في حضره و سفره لا يتعلم شيئا من غيره ثم يأتى من عنده بشىء يعجز الكل عنه وعن بعضه ويقرأ عليهم اقاصيص الاولين. أنظر مجمع البيان ج ٤ ص ٢٨٧ ط صيدا. قال العلامة المجلسي قدس سره اختلفوا في ان النبي صلىاللهعليهوآله هل كان يقدران يقرأ ويكتب ام لا ؟والذى يقتضيه الجمع بين الاخبار انه صلىاللهعليهوآله لم يكن تعلم الخط والقراءة من أحد من البشر لكنه كان قادراً على الكتابة وعالماً بالمكتوب بما علم به سائر الامور من قبل الله تعالى ولم يكن يقرأ ويكتب ليكون حجته على قومه أتم واكمل انظر مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٤٧ ، ط ١.