الطوال ، والمفصل والقصار وآخرها في سورة ( البينة ) آخر القرآن وَ ما أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ويُؤْتُوا الزَّكاةَ وذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (١) وفي الجميع قدمت الصلاة على الزكاة الاّ في آية واحدة قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى * وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى (٢) لنكتة معلومة ، ولكن في الحديث ما يشير الى انه تعالى ربط الزكاة بالصلاة للدلالة على أن من لا زكاة له لاصلاة له ، يمعنى ان من وجبت عليه زكاة في امواله ولم يدفعها لمستحقّها لم تقبل صلاته ، وان اتى بها على أصح وجوهها ، ومن سعة رحمته وعناية بخلقه جعلها في اهم الاشياء واعمّها ، والزمها في حياة البشر ومقوّمات العيش وهي الاجناس التسعة النقدان ، والغلاّت الأربع والانعام الثلاثة ، وهو عزّ شأنه وان فرض فيها النزر اليسير ، وهو العشر ونصفه أو ربعه ولكن الحاصل من مجموعه الشيء الكثير ، وليست فوائد هذا التشريع وهذه الاشتراكية العادلة الحرّة مقصورة على الناحية الماديّة فقط بل فيها من الفوائد الاجتماعية والتأليف بين الطبقات وتعاطف الناس بعضهم على بعض وقطع دابر الفساد والشغب فيما بينهم ما هو اوسع وانفع واجلّ واجمع فانّ فيه غرس بذور المحبة بين الغني والفقير فالغني يدفع وينفع الفقير باليسير من ماله عن طيب خطره أداء لواجبه ورغبة بطلب المثوبة من ربه والفقير يأخذ من غير مهانة ولاذلّة لأنه اخذ الحق الواجب له من مالكه وخالقه ثم اردف الزكاة بالخمس توفيراً لحق الفقراء ، وتكريما للعترة الطاهرة عن تلك الفضول التي هي صدقات ونوع من الاستجداء ثم رعاية شبه الجزاء والأجر الأعظم فيما تحمل من عناء التبليغ واعباء اداء الرسالة
__________________
(١) سورة البينة آية : ٥.
(٢) سورة الاعلى آية : ١٤ ـ ١٥.