يقول « انا من رسول الله صلىاللهعليهوآله كالعضد من المنكب وكالذارع من العضد وكالكف من الذراع ربّاني صغيراً وآخانى كبيراً وقد علمتم اني كان لي منه مجلس سرّ لا يطلع عليه غيري واوصى الى دون اصحابه واهل بيته ولاقولن ما لم اقله لاحد قبل هذا اليوم سأته مرّة ان يدعو لى بالمغفرة فقال : افعل ثم قام فصلى فلما رفع يده بالدعاء استمعت اليه ، فاذا هو قائل : اللهم بحق عليٍّ عندك اغفر لعلي فقلت يا رسول الله : ما هذا الدعاء ؟ فقال : أو أحد اكرم منك عليه فاستشفع به اليه ».
ولاغرو ولاعجب بعد الوقوف على السبب ، فانك اذا نظرت الى أيّ حال من احواله وصفة من صفاته بل الى كل واحد من اعماله تجدها خارجة عن الطاقة البشرية وممّا يعجز عنها ولم يتهيأ مثلها لأكابر اولى العزم من الرسل فضلا عن غيرهم ، فاذا نظرت مثلا الى شجاعته وحدها او الى بلاغته مع قطع النظر عن غيرها وجدتها بالغة الاعجاز ومترفعة عن الطراز البشري والطبع الانساني بحيث لو أن رجلاً تخلّص للشجاعة والفراسة والقراعة والمجالدة مدة عمره بحيث لم يعان مهنة سواها ولاتعاطى حرفة غيرها ، ثم برزمنه تلك البسالة الباهرة والشجاعة القاهرة لكانت موضع الحيرة والدهشة وموضع العجب والعجب ، فكيف بك لو ضممت بعض تلك الصفات الى بعض على تضادها وتنافرها غالباً ، فان الشجاع لايكون حليما والحليم لايكون جسوراً والجسور لا يكون زاهداً والزاهد المتعبد لايكون عارفاً حكيما والحكيم العارف لايكون فيلسوفا والفيلسوف لايكون متقشّفا والمتقشف لايكون بشوشا مداعبا وهكذا وهو سلام الله عليه قد جمع كل تلك الصفات والمحامد بل كان في كل صفة هو فرده الاكمل ومظهرها الاتم الذي يضرب به المثل وله العل منها والنهل فليس له في الشجاعة ثاني ولا في البلاغة مداني ولا فى العلم مقارب ولا في الحلم مناسب وهكذا.
انظر وعمق الفكر والنظر في ادنى الصفات
وانزل المقامات وهو مقام زهده في