يحطّمونهم حطما طحنوهم طحن الرحا وداسوهم دوس السنبل خطما خضما قتلا وسما وشنقا ومحقا ارهاقا وازهاقا واعتقالا واحراقا.
لما راى هارون ان لسان الامام على ذكره السلام اشد عليه من مأة الف سيف اراد ان يقتله بان يسجنه ويعتقله ليشفى ألم غيظه منه اولاً ويقطع سبيل وصول الناس اليه ثانياً كي لاتثور ثائرتهم وتعظم عليه بليتهم فزج الامام بسجن لايرى فيه أديم السماء ولا يبرد اليه بريد الهواء ولكن كل ذلك ما برّ لوعة غيظه ولا اطفى نار حقده ولم يجد ما يبرد أواره ويبلغه من الامام او تاره الاّ جرعة السم في الرطب فنال فرعون ببغيه وسلطانه ما اراد من موسى زمانه وكذلك ما تركت تلك الامة التعيسة وفراعنتهم نوعاً من انواع العسف والجور والعذاب الاليم الا وقلبت اهل البيت على جمرة ساجور ومكنت زعماء الطاغوت حتى شفى من روح الايمان غليل كفره.
ففي بعض زياراتهم الجامعة المفجعة : ياموالي فلو عاينكم المصطفى وسهام الأمّة مغرقة في اكبادكم ورماحهم مشرعة في نحوركم وسيوفهم مولغة في دمائكم يشفى ابناء العواهر والزواني غليل الفسق من ورعكم وغيظ الكفر من ايمانكم وانتم بين صريح في المحراب قد فلق السيف هامته وشهيد فوق الجنازة قد شكّت بالسهام اكفانه وقتيل بالعراء قد رفع فوق القناة رأسه ومكبّل في السجن قد رضت بالحديد اعضائه ومسموم قد قطعت بجرع السم امعاؤه وشملكم عباديد تفنيهم العنيد وابناء العبيد والمكبل في السجن المرضوضة بالحديد اعضائه المقطع بجرع السم امعائه ، هم الامام موسى بن جعفر صلوات الله عليه وانّ جنازته اخرجت مع سلاسل السجن وللحديد حشخة في رجله فهل المحن يا سادتي الا التي لزمتكم والمصائب الا التي عمّتكم والفجائع الا التي خصّتكم والقوارع الا التي طرقتكم ، فصلوات الله عليكم وعلى ارواحكم واجسادكم ورحمة الله وبركاته.