سلام الله عليه اتماماً للحجة وقطعا للمعاذير كان يصارحه بجواب ذلك السؤال المقدر ويرميه بأم الصدر ويجره العلاقم ، فقد روى اثبات الفريقين من العامة والخاصة حتى رواه الزمخشري في ربيع الابرار قال : ان الرشيد كان يقول لموسى بن جعفر عليهالسلام حدّ لي فدك حتى أردها اليك فيأبى حتى الحّ عليه.
أقول وكأنه سلام الله عليه أراد أن يدله
على ان فدك ليست هي تلك النخيلات التي بيثرب وانما هي الملك والسلطان الذي انت فيه وغاصب لنا به ، فقال : لا أحدها الا بحدودها قال : وما حدودها ؟ قال : ان حددتها لم تردها وكان الطاغية أحس فاخذ يلح على الامام ليستطلع طلع الحقيقة ويستجلى محبأة السريرة ، فقال للامام : بحق جدّك الا فعلت قال : اما الحد الاول فعدن فتغير وجه الرشيد وقال : الحدّ الثاني سمرقند فاربد وجهه وقال : الحد الثالث افريقيه فاسود وجهه وقال : هبه قال : والرابع سيف البحر مما يلي حرزا ارمنية فقال الرشيد : فلم يبق لنا شيء فتحول الى مجلسي ؟ قال موسى عليهالسلام قد
اعلمتك انني ان حددتها لم تردها. وانت تعلم ان مثل هارون في طاغوته وجبروته وحرصه على الملك الى اين يبلغ الغيظ والحنق به على من يبدى صفحته له قائلا اني انا احق منك بالملك واولى بالامامة والولاية وانت غاصب ظالم وهو الذي اباد البرامكة واستأصلهم وهم اعزّ الخلق عليه على الظنّة وتوهم انه ربما يغلبونه او يتغلبون على ولده من بعده ولذلك لما
سمع ذلك الكلام من الامام صمّم الغريمة على اتلافه كما صنع اسلافه باسلافه وقال رواة ذلك الحديث فعندها عزم على قتله ومن تلك المحاورات وامثالها يعرف معنى ما شاع عنهم سلام الله عليهم من انّ الحق يعلو ولايعلى عليه يعني ان الحق يعلو بالحجة والبرهان ان كان الباطل طالما يعلو على الحق بالغلبة والسلطان فان الائمة على ذكرهم السلام مازالو يقهرون اعدائهم بالحجج الباهرة والايات القاهرة ولكن اعدائهم يقهرونهم على ناموس رد الفعل بالمثل فيرمونهم بامهات المهالك