بالجنس والنوع وغيرهما من الاعتبارات او أنّ المتحقق في ظرف العين والخارج ونفس الأمر والواقع هو الماهية والوجود مفهوم والوجود مفهوم اعتباري خارج عنها منتزع منها محمول عليها من الخوارج المحمول لا المحمولات بالضميمة ، فماهيّه النار مثلا اذا تحققت في الخارج وترتبت عليها آثارها الخاصة من الاضائة والاحراق والحرارة صحّ انتزاع الوجود منها وحملة عليها فيقال النار موجودة وإلا فهي معدومة وهذا القول أعني اصالة الماهية ، وأنّ الوجود في جميع الموجودات حتى الواجب اعتبار محض على الظاهر كان هو المشهور عند الحكماء الى أوائل القرن الحادي عشر ، وعليه تبتني شبهة الحكيم ( ابن كمونه ) (١) التي اشكل بها على التوحيد زاعماً أنه ما المانع من أن يكون في ظرف التحقّق ونفس الأمر والواقع هو بتان مجهولتا الكنه والحقيقة ؛ بسيطتان متبائنتان بتمام ذاتيهما وينتزع وجوب الوجود من كلّ منهما ويحمل على كل واحدة منهما من قبيل خارج المحمول لا المحمول بالضميمة لأنّ ذات كلّ منهما بسيطة لا تركيب فيها إذا التركيب يلازم الامكان وقد فرضنا وجوب كلّ منهما وقد اعضلت هذه الشبهة في عصره على اساطين الحكمة واستمر
__________________
(١) عز الدولة سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة الله بن كمونة البغدادي الشهير ب ( ابن كمونة ) له مؤلفات بخطه في الخزانة الغروية في النجف الاشرف ، انظر كتاب ( خزائن الكتب القديمة في العراق ، ص ١٣٥ ط بغداد ) لمؤلفه الجاثة العراقي كوركيس عواد عضو المجمع العلمي العربي بدمشق ـ يظهر منها اسلامه وحسن عقيدته وجده الاعلى هبة الله بن كمونة الاسرائيلي كان من فلاسفة اليهود في عصر الشيخ الرئيس ابن سينا وصاحب الشبهات المعروفة ونسب الى عز الدولة كتاب ( تنقيح الابحاث في البحث عن الملل الثلاث ) انظر كشف الظنون ، ج ١ ، ص ٤٩٥ ط اسلامبول سنة ( ١٣٦٠ ه ) ، والحوادث الجامعة ، ص ٤٤١ ط بغداد ، وفي الذريعة لشيخنا البحاثة الكبير مد ظله ، ج ٢ ، ص ٩٧ ـ ٢٨٦ ـ ٣٥٨ ط نجف وأيضاً ، ج ٤ ، ص ٤٦٠ ط طهران ان نسبة هذا الكتاب اليه من تهمة العوام له وله شرح الاشارات فرغ منه سنة ( ٦٧٩ ه ) ، واهداه لشمس الدين الجويني صاحب ديوان الممالك وتوفى سنة ( ٦٩٠ ه ) او ( ٦٨٣ ه ) فلا وجه لما في كشف الظنون انه توفى سنة ( ٦٧٦ ه ) ومن ملاحظة ما ذكرناه الاجمال وكذا المصادر التي او عزنا اليها يظهر مواضع الخلل فيما ذكره اللغوى المعاصر ( دهخدا ) في كتابه الكبير الفارسي ( لغت نامه ) ، ج ١ ، ص ٣٤٣ ط طهران فراجع.