اعضالها عدّة قرون حتى صار يعبّر عنها كما في أوّل الجزء الاوّل من الاسفار ( افتخار الشياطين ) وسمعنا من اساتذتنا في الحكمة انّ المحقق الخونساري (١) صاحب ( مشارق الشموس ) الذي كان يلقب بالعقل الحادي عشر ، قال : لو ظهر الحجة عجل الله فرجه لما طلبت معجزة منه الاّ الجواب عن شبهة ابن كمونة ولكن في القرن الحادي عشر الذي نبغت فيه أعاظم الحكماء كالسيد الداماد ، (٢) وتلميذه ملاصدرا ، (٣) وتلميذيه الفيض (٤) واللاهيجى صاحب الشوارق الملقب بالفيّاض (٥) انعكس الامر وأقيمت البراهين الساطعة على أصالة الوجود ، وأنّ الماهيات جميعاً اعتبارات صرفة ينتزعها الذهن من حدود الوجود ، امّا الوجود الغير المحدود كوجود الواجب جلّ شأنه فلا ماهيّة له بل ( ماهيته انيته ) وقد ذكر الحكيم السبزوارى رحمهالله (٦) في منظومته البراهين القاطعة على أصالة الوجود مع أنّه من أوجز كتب الحكمة فما ظنّك بالاسفار وهي اربع مجلدات بالقطع الكبير ، ويكفيك
__________________
(١) الحسين بن محمّد الخونساري المحقق علامة زمانه في العلوم له مؤلفات نافعة ولد سنة ( ١٠١٦ ه ) ، وتوفى سنة ( ١٠٩٨ ه ).
(٢) مولانا محمّد باقر الحسيني الشهير ب ( الداماد ) سيد الحكماء ، ومن اعظم رؤساء الدين له مقام شامخ في العلوم ومرتبة سامية في الفقاهة والرياسة والسياسة له مؤلفات نفيسة توفى سنة ( ١٠٤١ ه ) ، انظر سلافة العصر ، ص ٤٨٥ ـ ٤٨٧ ط مصر. الاعلام للزركلي ، ج ٣ ، ص ٨٦٨ ط مصر.
(٣) محمّد بن ابراهيم صدر الدين الشيرازي الشهير ب ( ملاصدرا ) و ( صدر المتألّهين ) اكبر فيلسوف عارف متشرع أعلم حكماء الاسلام وافضلهم وهو امام من تأخر عنه واقتفى أثره كل من نشأ بعده من حكماء الامامية توفى سنة ( ١٠٥٠ ه ) انظر روضات الجنات ، ص ٣٣١ ط ١ ـ طهران.
(٤) محمّد بن المرتضى الشهير ب ( ملا محسن القاشاني ) الفقيه العارف المحقق الحكيم المتأله صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة توفى ( ١٠٩١ ه ) انظر الكنى والالقاب للقمي ، ج ٣ ، ص ٣٢ ـ ٣٣ ط صيدا.
(٥) المولى عبدالرزاق اللاهيجي العالمي الحكيم المحقق المدقق صاحب التصانيف الجيدة توفى سنة ( ١٠٥١ ه ) ، وقد كتبنا في ترجمته رسالة مستقلة لم يطبع.
(٦) المولى هادي بن مهدي السبزواري من اكبر حكماء الامامية الفيلسوف الفقيه المعارف صاحب التصانيف الجليلة ولد سنة ( ١٢١٢ ه ) ، وتوفى سنة ( ١٢٨٩ ه ) انظر المآثر والاثار ، ص ١٤٧ ط تهران.