وانواره ومظاهره وتجلياته وهو الوجود الحق المطلق ولا شيء غيره فاذا قلت لهم فالاصنام والاوثان يقول لك العارف الشبستري.
مسلمان گر بدانستي كه بت چيست |
|
بدانستي كه دين در بت پرستى است |
واذا قلت فالقاذورات قالوا نور الشمس اذا وقع على النجاسة هو ذلك النور الطاهر ولا تؤثر عليه النجاسة شيئاً.
نور خورشيد أر بيفتد بر حدث |
|
نور همان نور است نپذيرد خبث |
وما اكتفوا بهذه التمثيلات والتقريبات
حتى أخضعوا هذه النظريّة المتمردة على العقول لسلطان البرهان الساطع والدليل القاطع وبيانه بتنقيح وتوضيح منّا بعد مقدمتين وجيزتين « الاولى » أنّ الوجود والعدم نقيضان والنقيضان لا يجتمعان ولا يقبل أحدهما الاخر بالضرورّة فالوجود لا يقبل العدم والعدم لا يقبل الوجود يعنى أنّ الموجود يستحيل أن يكون معدوما والمعدوم يستحيل أن يكون موجوداً والاّ لزم أن يقبل الشيء ضده ونقيضه وهو محال بالبداهة ، ( الثانية ) أنّ قلب الحقائق مستحيل ، فحقيقة الانسان يستحيل أن تكون حجراً ، وحقيقة الحجر تستحيل أن تكون انساناً ، وهذا لمن تدبّره من أوضح الواضحات ، فالعدم يستحيل أن يكون وجوداً ، والوجود يستحيل أن يكون عدماً ، وبعد وضوح هاتين المقدمتين نقول : لو كان لهذه الكائنات المحسوسة وجود بنفسها لاستحال عليها العدم لأنّ الوجود لا يقبل العدم وهو منافر له وضد له بطبيعته ، مع أننّا
نراها بالعيان توجد وتعدم وتظهر وتفنى فلا محيص من الالتزام بانّها غير موجودة وليس الموجود الا وجود واجب الوجود الازلي الحق الذي يستحيل عليه العدم بطبيعة ذاته المقدسة وكل ما نراه من هذه الكائنات التي نحسبها بالوهم موجودة هي اطواره ومظاهره يفيضها ويقبضها يبقيها ويفنيها ويأخذها ويعطيها وهو المانع