والمعطى والقابض والباسط وهو على كلّ شيء قدير وكل شيء هالك الا وجهه ، وكلّ الاشياء تجلياته وظهوراته واشراقاته وانواره وكل الكائنات والممكنات كلها مضافة اليه بالاضافة الا شراقية الا المقلولية اطرافها اثنان لا ثلاثة وسواء قلنا بأنّ هذا البرهان صخرة صماء لا تمسه اظافر الخدشة أو أنّ للمناقشة فيه مجال فهو برهان منطقي على أصول الحكمة والمنطق هذا عدا ما يدعونه من الشهود والمكاشفة والعيان الذي هو اسمى من الدليل والبرهان اذ يقولون انّ الدليل عكازة الاعمى :
پاى استدلاليان چوبين بود |
|
پاى چوبين سخت بىتمكين بود |
* * *
زهى احمق كه او خورشيد تابان |
|
بنور شمع جويد در بيابان |
در آن جائى كه نور حق دليل است |
|
چه جاى گفتگوى جبرئيل است |
سبحانك أنك لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك ، ومتى بعدك حتى تحتاج الى ما يوصلنا اليك ، عميت عين لا تراك ولا تزال عليها رقيبا.
ومع هذا كله فانّ علماء الظاهر وامناء الشرع يقولون ان سالك هذا الطريق كافر زنديق وهذه الطريقة أعني وحدة الوجود عندهم زندقة والحاد ، تضاد عامّة الشرائع والأديان مهما قام عليها الدليل والبرهان ، اذ حينئذ اين الربّ والمربوب ، أين الخالق والمخلوق ، وما معنى الشرائع والتكاليف ، وما هو الثواب والعقاب ، وما الجنة والنار ، وما المؤمن والكافر ، والشقي والسعيد ، الى آخر ما هنالك من المحاذير واللوازم الفاسدة ، ولعلّ هذا هو مدرك ما ذكره السيد الاستاذ قدسسره « في العروة الوثقى » ما نصّه (١) ( القائلين بوحدة الوجود من الصوفيّة اذا
__________________
(١) في فصل النجاسات وان منها الكافر باقسامه مسألة : ٢.