التزموا باحكام الاسلام فالاقوى عدم نجاستهم ) واذا أحطت خبراً بما ذكرنا تعرف ما في هذا وأمثاله من كلمات الفقهاء رضوان الله عليهم ، واني لا ارى من العدل.
والانصاف ، ولا من الورع والسداد ،
المبادرة الى تكفير من يريد المبالغة في التوحيد وعدم جعل الشريك لله تعلى في كل كمال والكمال والوجود كله لله وحده لا شريك له ، ومع ذلك فهم يؤمنون بالشرائع ، والنبوات والحساب ، والعقاب ، والثواب ، والتكاليف ، بأجمعها على ظواهرها فالحقيقة لا تصح عندهم ولا تنفع بدون الطريقة والطريقة لا تجدى بدون الشريعة والشريعة هي الاساس وبها يتوصل ملازم العبادة ، الى أقصى منازل السعادة وعندهم في هذه المسائل مراحل ومنازل وتحقيقات أنيقة وتطبيقات رشيقة ومعارج يرتقى السالك بها الى اسمى المناهج ومؤلفات مختصرة ومطوّلة فوق حد الاحصاء نظما ونثرا واذكار سرّاً وجهراً ورياضات ومجاهدات لتهذيب النفس وتصفيتها كي تستعد للحوق بالملاء الاعلى والمبد الاول وهناك من البهجة والمسرة والجمال والجلال ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهيهنا أسرار عميقة ومباحث دقيقة لا تحيط بها العبارة ولا تدركها الاشارة فلنتركها لاهلها ، ونسأله تعالى أن يفيض علينا من فضله بفضلها ، نعم لا ريب انّ كل طائفة اندس فيها من ليس من أهلها من الدخلاء وأهل الاهواء حتى يكاد أن يغلبوا على أربابها الاصحاء ، فلا ينبغي ضرب الجميع بسهم واحد وأخذهم أو نبذهم على سواء كما أنّ بعض المتطرفين المتوغّلين في الغرام والهيام والشوق الى ذلك المقام الاسمى قد توقدت شعلة المعرفة
في قلوبهم فلم يستطيعوا ضبط عقولهم والسنتهم فصدرت منهم شطحات لا تليق بمقام العبودية مثل قول بعضهم ( أنا
الحق ) ( وما في جبتي الا الحق
) وأعظم منها في الجرأة والغلط والشطط قول بعضهم ( سبحاني ما اعظم شأني
) وهذه الكلمات قد حملها الثابتون منهم على أنها صدرت من البعض حالة المحولا حالة الصحو ، وفي