بدين الاسلام مع عدم الالتزام بوجوب الصلاة ؟ والتصديق بنبوّة النبي صلىاللهعليهوآله عبارة عن التصديق بانّ كلّ ما جاء به حق وهو من الله جلّ شأنه وهذا القدر يكفى في الاعتقاد بالمعاد ولا حاجة الى أكثر من هذا للخروج من عهده التكليف الشرعي أو العقل ولا يلزم معرفة كيف يعود ؟ ومتى يعود ؟ وأين يعود ؟
فانّ التكليف بمعرفتها تكليف شاقٌّ على الخواص فكيف بغيرهم فانه يكاد يكون تكليفاً بما لا يطاق والعلم اللازم في أصول الدين لا يقدح فيه الاجمال ولا يلزم فيه أن يكن قادراً على البرهنة والاستدلال بل يكفي فيه حصوله من أيّ سبب كان وعدم جواز التقليد في أصول الدين يراد منه عدم كفاية الظن ولزوم القطع واليقين لا لزوم اقامة الحجج والبراهين ، والغاية من هذا البيان والغرض الاقصى به أنه لا يجب على الكلفين ولا سيّما العوام البحث عن كيفية المعاد الجسماني بل قد لا يجوز لهم ذلك كسائر قضايا القواعد النظرية والمباحث الحكمية مثل قضية القضاء والقدر والخير والشر والاختيار والجبر ما الى ذلك من المعضلات العويصة اذ قد تعلق الشبهة بذهن أحدهم (١) ولا يقدر على التخلّص منها فيكون من الهالكين كما هلك ابليس اللعين بشبهة خلقتني من نار وخلقته من طين ، فالاولى بل الاسلم هو الالتجاء الى العلم الحاصل من النقل من كتاب وسنّة واعتبارات يستفاد من مجموعها اليقين بأنّ المعاد الجسماني مثلاً من اصول الدين ويلتزم به ويقف عند هذا
__________________
(١) فان الشبهة قد تثبت بالخاطر وتعلق به ويضل فهم احدهم عن ذكر الجواب اذا لشبهة قد تكون جلية واضحة ولكن الجواب عنها يكون دقيقاً علمياً غامضاً لا يحتمله عقله فيتورط في الهلكة كما صرح به الامام المحقق نصير الدين الطوسي قدسسره أيضاً في كلام أجاب به عن بعض من سأله عن ايمان الجاهل بادلة المعارف الخمسة وصدع قدسسره بايمانه وان كان جاهلا بأدلتها تفصيلا ونقل تلك الرسالة الوجيزة بتمامها العلامة ابن ابي جمهور الاحسائي قدسسره في كتابه ( معين المعين ) المخطوط ـ ونقلها ايضاً القاضي نورالله الشهيد رحمهالله في مجالس المؤمنين رحمهالله والعلامة الفيض القاشاني رحمهالله في كتابه محجة البيضاء ولكن بتغيير في بعض العبارات والظاهر أن الرسالة المذكورة هي التي اشار اليها الشيخ الانصاري قدسسره في ( الرسائل ) ـ في الكلام في اعتبار الظن في اصول الدين.