الحد وعلى هذه الجملة والاجمال لا يتجاوزه الى تفاصيل الاحوال ، اما الاستدلال عليه كما قد يقل ، بأنّه ممكن عقلاً وقد أخبر به الصادق الامين فيجب تصديقه فهو دليل لا مناعة فيه لدفع الاشكال فانّ المانع يمنع الصغرى ويدعى أنّه ممتنع عقلاً امّا لاستحالة أعادة المعدوم أو لغير ذلك من المحاذير المعروفة وحينئذ ، فاذا ورد ما يدل عليه بظاهر الشرع فاللازم تأويله كي لا يعارض النقل دليل العقل كما في سائر الظواهر القرآنية مثل يد الله فوق أيديهم والرحمن على العرش الى كثير من امثالها مما هو ظاهر في التجسيم المستحيل عقلاً اذاً أليس الاسد والاسعد للانسان القناعة بالسنّة والقرآن وترك البحث والتعمق وطلب التفصيل في كل ما هو من هذا القبيل ؟ ولعلّ هذا المراد من الكلمة المأثورة (١) « عليكم بدين العجائز » أي اعتقاد
__________________
(١) مراد شيخنا الامام رحمهالله من كون تلك الكلمة مأثورة هو كونها مأثورة عن بعض السلف لا انها مأثوره بهذه العبادة عن أحد المعصومين عليهمالسلام لانها ليست من المأثورات عن النبي صلىاللهعليهوآله أو أهل بيته عليهمالسلام ولم يروها أحد من المحدثين بطرق اصحابنا الامامية أو بطرق أهل السنة في الجوامع الحديثية عنهم صلوات الله عليهم كما حققنا ذلك تفصيلا في بعض مجاميعنا. وقال الحافظ ابوالفضل محمّد بن طاهر بن أحمد المقدسي في كتابه ( تذكرة الموضوعات ) ، ص ٤٠ ط ٢ مصر سنة ١٣٥٤ ( عليكم بدين العجائز ليس له أصل من رواية صحيحة ولا سقيمه الا لمحمد بن عبدالرحمن اليلماني بغير هذه العبارة له نسخة كان يتهم ). وذهب جماعة من العلماء كالشيخ البهائي وتلميذه الفاضل الجواد والفاضل المازندراني الى ان تلك الكلمة من كلام سفيان الثوري من متصوفة العامة وقال القوشجي في شرح التجريد ان عمرو بن عبيدة لما اثبت منزلة بين الكفر والايمان فقالت عجوزة قال الله تعالى هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن فلم يجعل الله من عباده الا الكافر والمؤمن فقال سفيان عليكم بدين العجائز وقال المحقق القمي قدسسره صاحب القوانين ( المذكور في الالسنة والمستفاد من كلام المحقق البهائي قدسسره في حاشية الزبدة ان هذا هو حكاية دولابها وكف اليد عن تحريكها لاظهار اعتقادها بوجود الصانع المحرك للافلاك المدبر للعالم ) وحكى سيد الحكماء السيد الداماد قدسسره في ( الرواشح المساوية ) ، ص ٢٠٢ ط طهران ، عن بعض العلماء ان ( عليكم بدين العجائز ) من الموضوعات وعن كتاب ( البدر المنير ) انه لا اصل له بهذا اللفظ.
ولكن روى الديلمي مرفوعاً اذا كان في آخر الزمان واختلفت الاهواء فعليكم بدين اهل البادية والنساء قفوا على ظواهر الشريعة وايّاكم التعمق الى المعاني الدقيقة اي فانه ليس هناك من يفهمها انتهى.