على دعامتين ( كلمة التوحيد ، وتوحيد الكلمة ) وأصرخ الصرخات الداوية ان يصلحوا الوضع بينهم لانقاذ فلسطين الدامية وكنت من زمن بعيد أبث شجواى في أبيات منها :
نهضت فقيل أي فتى فلما |
|
خبرت القوم طاب لي القعود |
واني بعد مجهدة وقومي |
|
كضاربة وقد برد الحديد |
لنا في الشرق أوطان ولكن |
|
تضيق بنا كما ضاقت لحود |
نقيم بها على فقر وذل |
|
ونظماً لا يساغ لنا ورود |
مواعيد السياسة بينات |
|
تكيد بها السياسة من تكيد |
وعود كلها كذب وزور |
|
فكم والى مَ تخدعنا الوعود |
اذا ما الملك شيد على خداع |
|
فلا يبقى الخداع ولا المشيد |
اذا لم تبتن ملكا صحيحا |
|
فلا تغنى الجيوش ولا البنود |
ومن هذه الشعلة ثلاثه أبيات ذكرتها في مقدمة الجزء الاول من مؤلفنا ( الدين والاسلام ) الذي طبع في مطبعة العرفان قبل ٣٨ سنة وهي :
فلا طلعت على الشمس يوما |
|
اذا عن مجد قومى لا أذود |
أموت وقد بلوت النفس جهدا |
|
كما تحمى عزينها الاسود |
كذلك فلتكن للعرب نفس |
|
والا ما الحياة وما الوجود |
نعم كنا نعتز بذكر العرب ونرتاح بالانتساب اليهم ، ثم دارت رحى الزمان فصرنا نخجل من ذكر العرب والعروبة وما يشتق منها ، ونودّ لو كنا من الخزر والبربر ولم نكن من هذه الامة ، وانطبق علينا تماما قول القائل :
ورثنا المجد عن آباء صدق |
|
اسأنا في ديارهم الصنيعا |
اذ الحسب الرفيع تواكلته |
|
بناة السوء أوشك أن يضيعا |