أن طلحة والزبير ( والهفي عليهما ) هل هما من الذين عناهم رسول الله بقوله : أرى جماعة من أصحابي يؤخذ بهم الى النار فأقول : رب أصحابي ، فيقال لي : ما تدري ما أحدثوا بعدك ، انهم رجعوا القهقرى وارتدوا بعدك.
امّا معاوية الذي تعدّونه ايضا من الصحابة وبغيه على أميرالمؤمنين عليهالسلام في حرب صفين التي قتل فيها من الفريقين أكثر من عشرين ألف قتيل على ما خطر ببالي ، فلا أعدها في عداد تلك الحوادث لأن معاوية وأباه أباسفيان والحكم وابنه مروان ما أسلموا ولا آمنوا بالله طرفة عين لا قبل الفتح ولا بعده وانما دخلوا في صورة الاسلام لهدم دعائم الاسلام ، وقد قتل معاوية غير من قتله من المسلمين في صفّين خيرة الرجال من الصحابة كعمرو بن الحمق (١) وحجر بن عدي وأصحابه العشرة قتلهم صبراً وظلماً وعدوانا ، وفظايع معاوية ومحاربته لله ولرسوله ، وقتله لريحانتي رسول الله الحسن والحسين أكثر من ان تحصى وتعد ، وهو عندكم صحابي من الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه فان كان هذا هو الاسلام فعلى الاسلام السلام ؛ والبقاء على الكفر خير من هذا الاسلام اي اسلام معاوية وأبي سفيان والحكم ومروان الوزغ ابن الوزغ كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى كل فلا أحسب الاّ ان الحق
__________________
(١) عمرو بن الحمق الخزاعي صحابي جليل في غاية الجلالة والوثاقة من اصفياء أميرالمؤمنين عليهالسلام و خواصه وصاحب اسراره ، سقى النبي صلىاللهعليهوآله فقال صلىاللهعليهوآله:اللهم امتعه بشبابه فمرت عليه ثمانون سنة لاترى في لحيته شعرة بيضاء علمه اميرالمؤمنين عليهالسلام اسم الله الاعظم وقال سيد الشهداء عليهالسلام في كتابه الى معاوية : « او لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله العبد الصالح الذي ابلته العبادة فنحل جسمه وصفر لونه » ورأسه اول راس حمل في الاسلام وشهروه على قناة الى معاوية.
الحمق بالحاء المهملة المفتوحة والميم المكسورة والقاف خفيف اللحية.
انظر تنقيح المقال ، اسد الغابة ، الغدير ، ج ١١ رجال الكشي.
حجر بن عدي الكندي الصحابي جلالته اشهر من ان يحيط بها القلم ويجرى عليها الرقم من جلة الشهداء الاحرار المجاهرين بالحق والصادعين بمحبة اميرالمؤمنين عليهالسلام قتله معاوية سنة : (٥١) او (٥٣) ه انظر تنقيح المقال واسد الغاية وغيرهما.