الاطلاع حرّاً في آرائه ونظرياته كان يتنزع كثيراً من الفروع من ذوق عربي سليم قد ارتكز على فهم نصوص الاخبار والروايات التي يتنبى عليها المذهب الجعفري ويمتاز بالجرأة في ابداء الرأي الذي يراه قد ارتكز على الحجة وسانده العقل وكتابه تحرير المجلة وهو من أهم آثاره دليل قوى على تضلعه في الفقه وجلالة مؤلفه وعظمته في مقام الاستنباط.
لمّا بلغ العاشرة من عمره الشريف شرع بدارسة العلوم العربية ثم قرأ علوم البلاغة كالمعاني والبيان والبديع مع العبقرية الفذّة والثقافة الأدبية في بنيته التي نشأ فيها فانّ في بيته تسلسل العلماء والأدباء منذ قرنين وهو يتعلم الآداب بين أظهرهم منذ ترعرعه وشبابه ثم درس الرياضيات من الهيئة والحساب واضرابهما وبرع في الآداب براعة لا يدانيها فيها أحد وصار أستاذاً ماهراً في النظم والنثر وكفاك شاهداً كتابه « العبقات العنبرية » وأخذ بدراسة سطوح الفقه وأصوله واتّمها وهو بعد شابٌ فأخذ بالحضور عند الاساتذة الكبار في حلقات العلم وحضر دروس الطبقات العليا كالمحقق الخراساني والسيد اليزدي والهمداني والسيد محمّد الاصفهاني وميرزا محمّد تقي الشيرازي ومحمّد باقر الاصطهباناتي والشيخ احمد الشيرازي والعلامة على محمّد النجف آبادي وحضر في الحديث والرجال عند العلامة المحدث النوري.
اما اخلاقه وعاداته وسلوكه كانت تنطبق على أخلاق العباقرة والعظماء والنوابغ من الناس شديد التمسك بالآداب السلامية والتعاليم الدينية خصوصاً أدب أئمة أهل البيت عليهمالسلام وتعاليمهم العالية فقد امتاز بحافظته القويّة ، وحضور البديهة ، وحدّة ذهنه وتوقدّه وصفاء نفسه فلم يكن يحل حقداً وضغينة على أحد ، ويعفو عمّن أساء اليه ، ويقابل الجاهلين والمخطئين بالحلم ورحابة الصدر.
سافر عام ١٣٢٩ ه. من النجف الى مكة
المكرمة لاداء فريضة الحج ومن مكة