وذرّيتها على النار ، فانّ ذلك مختص بذرّيتها من صلبها كالحسن والحسين وزينب سلام الله عليهم ، والادلة القطعية عقلية تؤيد ذلك وتدل عليه كالحديث المشهور : خلق الله الجنة لمن أطاعه الخ ، نعم باب العفو والشفاعة والغفران باب آخر ولايختص بأبناء فاطمة سلام الله عليها بل يعمّ جميع شيعتها ومواليها ، والجميع ابنائها بالبنوّة الروحانية ـ رزقنا الله شفاعتها والموافات على ولايتها.
الثاني
لقد سجّل لنا التاريخ المتواتر في تصرّف رسول الله صلىاللهعليهوآله وأهل بيته في هذا العالم ( أي عالم المادّة ) بل وفي العوالم الاخر كعالم المثال ، وعالم الصورة ، حتى انتهت الحقيقة المحمدية الى عالم السرمد كما في حديث الاسراء ، وكسَير أميرالمؤمنين عليهالسلام من المدينة الى المدائن ، وكصلاة ألف ركعة ، وكجواب الجواد عليهالسلام عن ثلاثين الف مسألة في مجلس واحد وكما أخبرتنا صوادر قدسية من الله عزوجل كقضية عزرة و عزير وأمثالها لأمثالهم ، فهل صدور هذه الكرامات منهم الاّ تصرف في الأكوان في الأكوان كقصر الدهر ومدّة وهي ليست محالات عقلية لايجوز وقوعها ؟ فأرجو الجواب المقنع لأهل العصر الرّاقي مهد الحضارة المدنية ؟
الجواب
القضية تحتاج الى مزيد بسط وسعة ببيان
لايسع المقام منه الا الاجمال والاشارة وهو أن العوالم أربعة : اللاهوت ؛ والجبروت؛ والملكوت ؛ والملك والثلاثة الاولى كلّها مجردة عن المادّة والمدّة ، أما عالم الملك وهو العالم المادّى وماتحت العرش
فهو قسمان : قسم يحتاج الى مادة فقط وهو عالم الافلاك والكرات النيّرة المعلّقة في الفضاء التي ينشىء الزمان من حركاتها فتكون المدة ؛ وقسم يحتاج الى مادة ومدّة