معاً وهو عالم الصنع وما تحت فلك القمر ، وكل عالم له الهيمنة على مادونه والتصرف فيه ، فعالم الملكوت المجرد عن المادة والمدة له التصرف في عالم الملك للابداع والايجاد من دون اعداد ولا استعداد ، ولا مادة ولا امتداد ، وبهذا المفتاح تنحل جميع المشكلات في باب المعجزات والعروج ( الجسماني ) وأضرابها ، فان العبد اذا تحقق بحقيقة الحق وتخلق بأخلاق الروحانيين غلبت عليه صفات الأرواح المجردة وصار له السلطنة على العوالم المادّية يتصرف فيها كيف شاء بمشية الله ؛ (١) فكما انه جلّ شأنه يوجد المادة من غير مدة ولا مواد ولاقوّة ولا اعداد ولا استعداد فكذلك وليّه أو نبيّه ، وبالجملة فالوجودات المجردة أو العقول الفعالة ( والمدبّرات أمراً ) كما في لسان الشرع تمرّ على الزمان ولايمرّ الزمان عليها و تحكم على المادة ولاتحكم المادة عليها ، والمادة التي تعلقت بها كأجسامها العنصرية الشريفة مقهورة لروحها المجردة ويجرى عليها حكم التجرد فلا يعوّقها عن الاتصال بالملاء الأعلى فضلا عن الأدنى عائق ، وهذا رمز واشارة ولامجال للبسط ولكنه من طريقة الفلسفة الالهية والحكمة الروحية ، وأما من حيث الحكمة
__________________
(١) وممّا هو جدير بالذكر هنا ان لبعض المحققين في تحقيق تعدد الامكنة كلمة قيمة لامجال في المقام لذكرها تفصيلا واما اجمالها انه قسم المكان على ستة أقسام ثلاثة منها للاجسام : من الاجسام الكثيفة والمتوسطة واللطيفة ، وثلاثة منها للارواح الادنى والوسطى والعليا ويختلف تزاحم الاجسام في تلك الامكنة بعضها مع بعض وعدمه وسرعة الحركة واليسر ايضا فيها مختلفة وللانبياء والاولياء المعصومين عليهمالسلام مراتب ودرجات ولهم بحسب نفوسهم القدسية القدرة والاستعداد بالتصرف في جميع تلك الامكنة والاحاطة بجميع عالم الملك والملكوت باذن الله تعالى واقداره ، و بعد امعان النظر والتأمل فيما ذكره ينحل بعض الشبهات والاشكالات التي يتخيلها الانسان كحضور الائمة عليهمالسلام في آن واحد في امكنة متعددة وسيرهم في مدة قليلة الى مسافة كثيرة بعيدة وامثال ذلك واظن ان وجود تلك الامكنة وسرعة الحركة فيها وتفاوتها وامكان وجود حركات سريعة ووجودها في هذا العصر من البديهيات واكثرها من المشاهدات والحسيات اليوم ، راجع الى كتاب « وسيلة المعاد » للعلامة الجليل المولى حبيب الله الكاشاني رحمهالله تجد تفصيل ما ذكرناه.