هذا بحث يتكفل بطرح قضيتين من قضايا ترجمة القرآن الكريم هما :
الأبعاد الفنية والمشكلات البلاغية.
وتتناول دراستنا للقضية الأولى شذرات من الأبعاد الفنية للترجمة القرآنية تدور حول أقسام الترجمة وأجزائها ، وتشير إلى الضروري من آدابها وشروطها ، وتلخص بإيجاز أهميتها وقيمتها الفنية.
وتتألف القضية الثانية من مجموعة المشكلات البلاغية التي تعترض سبيل الترجمة القرآنية في اللفظ والمعنى والنظم القرآني ، حاولنا بتواضع الكشف عن مواطنها ، والتعقيب على مصاعبها ، وانتهينا إلى استحالة الترجمة الدقيقة للقرآن ، ورجحنا أن يكون ما تواضعوا عليه باسم ترجمة القرآن أو ترجمة معاني القرآن ، ينبغي أن يسمى ترجمة مفاهيم القرآن ، دون الخوض في مشكلة الألفاظ ودلالالتها ، أو استقصاء المعاني في إرادتها ، أو استيعاب النظم وسلامة البناء ، فكانت الحصيلة تقويما لظاهرة الترجمة القرآنية ، وتحقيقا لما ينبغي أن تكون عليه في ضوء تعاليم القرآن العامة ، استثناء من التّقيّد بالحرفية في النص أو الشمولية في المعنى أو الصورة في النظم ، مما يعني رفض المحاولات الساذجة في التسمية غير الدقيقة ، أو التطبيق اللافني ، لأن القرآن متعبد بتلاوته في لغته نصا ، مما يؤكد خروج أية ترجمة من الحد الأدنى للقرآنية ، ولأن القرآن معجز بألفاظه ومعانيه ،