بيان : قال ابن أبي الحديد في شرح هذا القول : الضغن : الحقد. والمرجل : قدر كبير. والقين : الحداد ، أي كغليان قدر من حديد. وفلانة كناية عن عايشة أبوها أبوبكر ، وامها ام رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس ، تزوجها رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل الهجرة بسنتين بعد وفاة خديجة رضياللهعنها ، وهي بنت سبع سنين وبنى عليها بالمدينة وهي بنت تسع سنين وعشرة أشهر ، وكانت قبله تذكر لجبير بن مطعم ، وكان نكاحه إياها في شوال ، وبناؤه عليها في شوال ، وتوفي رسول الله صلىاللهعليهوآله عنها وهي بنت عشرين سنة ، وكانت ذات حظ من رسول الله صلىاللهعليهوآله وميل ظاهر إليها ، وكانت لها عليه جرأة وإدلال ، حتى كان(١) منها في أمره في قصة مارية ما كان من الحديث الذي أسره الاخرى(٢) وأدى إلى تظاهرهما عليه ، وانزل فيهما قرآن يتلى في المحاريب ، يتضمن وعيدا غليظا عقيب تصريح بوقوع الذنب وصغو القلب ، وأعقبتها تلك الجرأة وذلك الانبساط أن حدث منها في أيام الخلافة العلوية ما حدث. الاستيعاب(٣) في باب عايشة بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لنسائه : أيتكن صاحبة الجمل الادبب ، يقتل حولها قتلى كثير ، وتنجو بعدما كادت. قال ابن عبدالبر : هذا من أعلام نبوته صلىاللهعليهوآله(٤) ولم تحمل عايشة من رسول الله عليهالسلام ولا ولد له ولد من مهيرة إلا من خديجة ، ومن السراري من مارية ، وقذفت عايشة في أيام رسول الله صلىاللهعليهوآله بصفوان بن المعطل السلمي ، والقصة مشهورة ، فأنزل الله
____________________
(١) في المصدر : [ لم يزل ينمى ويستسرى حتى كان ] أقول : ينمى الحديى أى يبلغه على جهة الافساد.
(٢) في المصدر : اسره إلى الزوجة الاخرى.
(٣) في المصدر : وروى ابوعمر بن عبد البرفى كتاب الاستيعاب في باب عائشة عن سعيد ابن نصر عن قاسم بن اصبغ عن محمد بن وضاح عن ابى بكر بن ابى شيبة عن وكيع عن عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس. اقول : راجع الاستيعاب ٤ : ٣٥١.
(٤) زاد في المصدر : قال : وعصام بن قدامة ثقة ، وسائر الاسناد فثقة رجاله اشهر من ان تذكر.