وتلك نازلة علن [ أعلن ] بها (١) كتاب الله في أفنيتكم في ممساكم ومصبحكم ، يهتف بها (٢) في أسماعكم ، ولقلبه [ قبله ] ما حلت (٣) بأنبياء الله عز وجل ورسله ( وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) (٤) إيها بني قيلة! أأهضم تراث أبيه وأنتم بمرأى منه ومسمع؟! تلبسكم الدعوة ، وتشملكم (٥) الحيرة ، وفيكم العدد والعدة ، ولكم الدار ، وعندكم الجنن ، وأنتم الأولى يحبه [ نخبة ] الله (٦) التي انتجب (٧) لدينه وأنصار رسوله ، وأهل الإسلام ، والخيرة التي اختار لنا أهل البيت ، فباديتم العرب ، وناهضتم الأمم ، وكافحتم البهم ، لا نبرح نأمركم وتأتمرون (٨) ، حتى دارت لكم بنا رحى (٩) الإسلام ، ودر حلب الأنام ، وخضعت نعرة الشرك ، وباخت نيران الحرب ، وهدأت دعوة الهرج ، واستوثق (١٠) نظام الدين ، فأنى جرتم (١١) بعد البيان ، ونكصتم بعد الإقدام ، وأسررتم بعد الإعلان ، لقوم نكثوا أيمانهم : ( أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (١٢). ألا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض ، وركنتم إلى الدعة ، فعجتم
__________________
(١) في المصدر : وتلك نازل علينا بها.
(٢) لا يوجد في مطبوع البحار : بها.
(٣) في المصدر : وقبله حلت.
(٤) آل عمران : ١٤٤.
(٥) في المصدر : وتثملكم.
(٦) في بلاغات النساء : وأنتم الآلى نخبة الله ..
(٧) في المصدر : انتخب.
(٨) في بلاغات النساء : تأمرون.
(٩) في مطبوع البحار : بنارها.
(١٠) خ. ل : استوسق ، جاءت على حاشية ( ك ) ، وهي كذلك في المصدر.
(١١) في المصدر : حرتم.
(١٢) التوبة : ١٣.