جهالات لا يبوح بها (١) خارجي ولا امي ، ولقد فضح نفسه وإمامه ، ولظهور بطلانها أعرضنا عنها صفحا وطوينا عنها كشحا (٢) ، فإن كتابنا أجل من أن يذكر فيه أمثال تلك الهذيانات ، ولقد تعرض لها صاحب إحقاق الحق (٣) وغيره ، ولا يخفى ما في هذه الآية من الدلالة على رفعة شأنه وعلو مكانه ووصفه بكونه محبا ومحبوبا لربه ، ومجاهدا في سبيله على الجزم واليقين ، بحيث لايبالي بلوم اللائمين ، ورحمته على المؤمنين ، وصولته على الكافرين ، وتعقيب جميع ذلك بقوله : ذلك « فضل الله يؤتيه من يشاء » تعظيما لشأن تلك الصفات وتفخيما لها ، فكيف لا يستحق الخلافة والامامة من هذه صفاته ويستحقهما من اتصف بأضدادها؟ كما أوضحناه في كتاب الفتن.
٣١
(باب )
* ( قوله عزوجل : « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد ) *
* ( الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في ) *
* ( سبيل الله لا يستوون عند الله * » ) *
١ ـ فس : أبي ، عن صفوان ، عن ابن مسكان : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : نزلت في علي والعباس وشيبة ، قال العباس : أنا أفضل لان سقاية الحاج بيدي ، وقال شيبة : أنا أفضل لان حجاجة البيت بيدي (٤) ، وقال علي : أنا أفضل فإني
____________________
(١) اى لا يتفوه بها.
(٢) يقال : ضرب عنه صفحا أى أعرض عنه. وطوى كشحه عنه : أعرض عنه بوده مهاجرا.
(٣) راجع ج ٣ : ٢٠٤ ـ ٢٤٣ ولقد أورد قدسسره على الرازى بعد مانقل كلامه ٢٦ اشكالا لا مفر له ولا مثاله من واحد منها.
* التوبة : ١٩.
(٤) هو شيبة بن عثمان بن أبى طلحة بن عبدالعزى بن عبدالدار بن قصى ويكنى أبا عثمان و قد كان دفع النبي (ص) إلى ابن عمه عثمان بن طلحة بن أبى طلحة يوم فتح مكة مفتاح الكعبة فورث المفتاح من ابن عمه أو دفع المفتاح إليهما وقال خذوها خالدة تالدة إلى يوم القيامة يا بنى أبى طلحة لا ياخذها منكم إلا ظالم ( ب ).