أحدها أن العرب تأمر الواحد والقوم بما تأمر به الاثنين ، ويروى (١) أن ذلك منهم لاجل أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه اثنان ، وكذلك الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة ، فجرى كلام الواحد على صاحبيه ، ألا ترى أن الشعراء أكثر شئ قيلا : يا صاحبي ويا خليلي؟.
الثاني أنه إنما ثني ليدل على التكثير ، كأنه قال : ألق ألق ، فثني الضمير ليدل على تكرير الفعل ، وهذا لشدة ارتباط الفاعل بالفعل ، حتى إذا كرر أحدهما فكأن الثاني كرر ، وحمل عليه قول امرء القيس : « قفانبك » كأنه قال : قف قف.
الثالث أن الامر يتناول السائق والشهيد.
الرابع أنه يريد النون الخفيفة ، فكأنه كان « ألقين » فاجري الوصل مجرى الوقف فابدل من النون ألفا. انتهى (٢).
وزاد البيضاوي أن يكون خطابا إلى ملكين من خزنة النار (٣).
أقول : لا يخفى أن ما ورد في تلك الاخبار المعتبرة المستفيضة أظهر لفظا ومعنى من جميع تلك الوجوه التي لم تستند إلى رواية وخبر.
٢٨
(باب )
* ( قوله تعالى : وقفوهم انهم مسؤولون ) *
١ ـ مع : محمد بن عمر الحافظ ، عن عبدالله بن محمد بن سعيد ، عن أبيه ، عن حفص بن العمر العمري ، عن عصام بن طليق ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
____________________
(١) في المصدر : بما يؤمر به الاثنان ونروى.
(٢) مجمع البيان ٩ : ١٤٥ و ١٤٦.
(٣) تفسير البيضاوى ٢ : ١٩٣.
* الصافات : ٢٤.