ومطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم حتى يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم وذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك وما منعني من مدخلك الذي أنت فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنة ولا قلة بصيرة بحجة ولكن الله تبارك وتعالى خلق الناس أمشاجا وغرائب وغرائز فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما ما العترف في بدنك وما الصهلج في الإنسان ثم اكتب إلي بخبر ذلك وأنا متقدم إليك أحذرك
______________________________________________________
عطفا على الدنيا « في دنياهم » في للظرفية أو بمعنى مع.
والحاصل أن حرص الدنيا صار سببا لأن لا يخلص لهم شيء للآخرة ، فإذا أرادوا عملا من أعمال الآخرة خلطوه بالأغراض الدنيوية والأعمال الباطلة كالأمر بالمعروف الذي أردت خلطته بإنكار حق أهل الحق ومعارضتهم ، والافتراء عليهم ، فيحتمل أن يكون في سببية أيضا ، وقيل : يعني أن حرصك على الدنيا ومطالبها صار سببا لفساد آخرتك في دنياك.
والتثبيط التعويق والتأخير فيما في يديك ، أي ادعاء الإمامة « ضعف عن سنه » أي عجز عن معرفتها ، بل صار علمي سببا لعدم إظهار الأمر قبل أوانه.
« أمشاجا » أي أخلاطا شتى « وغرائب » أي ذوي عجائب فإنك تدعي هذا الأمر مع جهلك وضلالتك وأنا لا أدعية مع وفور علمي وهداي ، وأي غريبة أغرب من ذلك ، وأي أعجوبة أعجب منه « وغرائز » أي طبائع مختلفة أو جعل للإنسان أجزاء وأعضاء مختلفة ، فأخبرني عن هذين العضوين إن كنت صادقا في ادعاء الإمامة ، فإن الإمام لا يخفى عليه شيء.
قال في الجوامع في قوله تعالى : « مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ » مشجه : مزجه يعني نطفة قد امتزج فيها الماءان ماء الرجل وماء المرأة ، أو أطوارا طورا نطفة وطورا علقة ، وطورا مضغة ، وطورا عظاما إلى أن صار إنسانا ، انتهى.
وهذان العضوان بهذين الاسمين غير معروفين عند الأطباء ، ويقال : تقدم إليه