باب
ما أمر النبي صلىاللهعليهوآله بالنصيحة لأئمة المسلمين
واللزوم لجماعتهم ومن هم
١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله خطب الناس في مسجد الخيف فقال نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها
______________________________________________________
باب ما أمر النبي (ص) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم
الحديث الأول : موثق كالصحيح بسنديه.
ومسجد الخيف بالفتح مسجد منى ، وإنما سمي الخيف لأنه مرتفع عن الوادي ، وما ارتفع عن الوادي يسمى خيفا « نضر الله عبدا » كنصر أو على بناء التفعيل أي سره وأبهجه ، قال في النهاية : فيه : نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ، نضرة ونضرة وأنضره ، أي نعمه ويروى بالتشديد والتخفيف من النضارة وهي في الأصل حسن الوجه والبريق ، وإنما أراد حسن خلقه وقدره ، وفي المغرب عن الأزدي ليس هذا من الحسن في الوجه وإنما هو في الجاه والقدر.
وفي النهاية وعيت الحديث أعيه وعيا فأنا واع إذا حفظته وفهمته ، وفلان أوعى من فلان أي أحفظ وأفهم ، ومنه الحديث نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فرب مبلغ أوعى من سامع ، انتهى.
« وحفظها » تأكيدا ، والوعي عند السماع والحفظ بعده ، وظاهره حفظ اللفظ فيدل على رجحانه ولا ريب فيه ، وأما ما استدل به على عدم جواز النقل بالمعنى فلا يخفى وهنه ، فإن الدعاء لمن فعل فعلا لا يدل على حرمة تركه ، مع أنه يحتمل أن يكون المعنى تغيير شيء يتغير به المعنى لكنه بعيد عن سياق ما سيأتي كما لا يخفى.